$type=ticker$count=12$cols=3$cate=0

هل تؤيد الولايات المتحدة حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية؟ - د.حسين مجدوبي*

ارتفع الحديث في المغرب عن دعم الولايات المتحدة لحزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي في الانتخابات التشريعية المغربية سواء تلك التي ج...

ارتفع الحديث في المغرب عن دعم الولايات المتحدة لحزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي في الانتخابات التشريعية المغربية سواء تلك التي جرت سنة 2011 أو التي ستجري يوم 7 أكتوبر الجاري. واضطر السفير الأمريكي دوايت بوش الى تكذيب هذا الدعم، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ المغرب السياسي.

وسجل المشهد السياسي المغربي اتهامات من هذا النوع قبل الربيع العربي، عندما بدأت الولايات المتحدة عبر سفاراتها تنفتح على الحركات الإسلامية المغربية وأساسا العدل والإحسان والعدالة والتنمية عبر دعوتهما للمشاركة في منتديات ولقاءات لتبادل الآراء سواء في السفارة الأمريكية في الرباط أو في جامعات ومؤسسات التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة.

وكانت الدولة المغربية تراقب بصمت ما يجري مع بعض التلميحات أحيانا في جرائد مقربة منها  للتعبير عن تحفظها من هذا التقارب الأمريكي-الإسلامي المغربي. لكن الاتهامات تعالت مع الربيع العربي، حيث جرى اتهام الولايات المتحدة بدعم حزب العدالة والتنمية، وارتفعت في الانتخابات الحالية عبر أمناء أحزاب مثل الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشقر أو كتابات نشطاء مثل القاضي محمد الهيني.

وتأتي هذه الاتهامات في إطار اتهامات شاملة لسياسية الولايات المتحدة بشأن سياستها تجاه المغرب، ومنها ما يفترض محاولة واشنطن الدفع بانفصال الصحراء عن المغرب، حيث وجهت دوائر رسمية اتهامات في هذا الشأن الى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وأمام ارتفاع الاتهامات بالتدخل السياسي الأمريكي في الشوؤن الداخلية المغربية، اضطر السفير الأمريكي دوايت بوش في حوار مع جريدة هسبريس الرقمية خلال الأسبوع الماضي الى تكذيب الاتهامات، والتأكيد على التزام الإدارة الأمريكية بالحياد في الانتخابات المغربية. ويضيف بأن واشنطن تشجع المغاربة دائما على الانخراط في السياسة والإصلاح. ويقول في هذا الصدد “نحن نؤمن الآن بأن المشاركة الفعالة للمواطنين في المنهج الديمقراطي لبلدهم أمر جد مهم، وهنا في السفارة نلتقي بعدد من ممثلي الهيئات المدنية، والأحزاب السياسية، ونلتقي مواطنين، ونشجعهم على المشاركة في المسار الديمقراطي للبلد، الذي يعتبر مهما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية”.

وعمليا، يمكن الحديث عن دعم أمريكي للحركات السياسية الإسلامية المعتدلة مثل دعمها في السابق للحركات السياسية الليبرالية ومنها أحزاب مغربية، وهذا يدخل في إطار العلاقات الدولية المعمول بها منذ عقود. فقد اعتادت الولايات المتحدة نسج علاقات مع الحركات السياسية سواء التقليدية أو تلك الصاعدة في معظم دول العالم، فإذا كانت في العالم العربي قد انفتحت على الأحزاب الكلاسيكية ثم الإسلامية، ففي منطقة أمريكا اللاتينية مثلا تحاول نسج علاقات مع الحركات اليسارية. وأحيانا تفشل وأحيانا أخرى تنجح في مهمتها.

وهذا لا يقتصر فقط على الولايات المتحدة، بل هناك عشرات الأمثلة لدول مثل فرنسا وبريطانيا تقوم بالأمر نفسه. ومن ضمن هذه الأمثلة، أعربت فرنسا عن معارضتها وصول العدالة والتنمية الى الحكم سنة 2012. وهناك روايات بدعم المغرب لليمين الفرنسي خاصة جاك شيراك في الماضي لأنه يخدم مصالح المغرب. وتكشف التحقيقات في فرنسا ما يفترض تمويل نظام معمر القذافي لحملة نيكولا ساركوزي سنة 2007 للوصول الى الرئاسة، وبالتالي تبني سياسة إيجابية تجاه لبيا.

وكان معهد راند في سانتا مونيكا في كاليفورنيا، وهو معهد يتولى التخطيط للسياسة الأمريكية في مجالات شتى ويعرضها على صناع القرار قد نصح في دراسة شهيرة له سنة 2003 بضرورة دعم واشنطن للحركات الإسلامية المعتدلة في الدول العربية والإسلامية لأنها أحسن جدار ضد التطرف الإسلامي. وكانت تختزل التطرف في تنظيم القاعدة قبل ظهور تنظيم داعش.

وجاءت هذه الدراسة بعد التفجيرات الإرهابية 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، مشيرة الى أن مستقبل المشهد السياسي في العالم العربي والإسلامي يشير الى أن الحركات الإسلامية ستشارك في الحكم عبر صناديق الاقتراع أو ثورات سياسية واجتماعية قد تكون عنيفة على شاكلة ثورة إيران التي قادها الخميني في نهاية السبعينات.

واستعدادا للمستقبل، شددت الدراسة على بدء حوار مع الحركات الإسلامية المعتدلة لأنها ستساهم في محاربة التطرف. وكانت تجربة حزب العدالة والتنمية التركي في مسارها الأولي سنة 2003 وناجحة للغاية مما جعل الدراسة تركز أكثر على الحركات الإسلامية المعتدلة. واعتبرت هذه الدراسة أن التيارات الليبرالية التي ساعدتها الولايات المتحدة في الماضي ضعيفة ولن تلعب دورا رئيسيا بل فقط مساعدة للأنظمة القائمة، بينما التيارات اليسارية ليس لها ثقل الحركات الإسلامية.

وعلاقة بالعدالة والتنمية المغربي، تضمنت الأجندة الانفتاح الأمريكي على هذا الحزب من خلال بدء مشاورات واتصالات وزيارات، وحدث هذا مع العدل والإحسان، كما يحصل مع أحزاب مغربية أخرى، والحوار هنا لا يعني التمويل المالي. وفي الشق الثاني، كانت الولايات المتحدة ودول غربية من المعارضين لفرضية منع الدولة المغربية لحزب العدالة والتنمية بعد تفجيرات 16 مايو 2003 الإرهابية في الدار البيضاء.

وفي أعقاب الربيع العربي، لم تتردد الإدارة الأمريكية في تشجيع الحركات الإسلامية المعتدلة على المشاركة في الحكم بل وتزعم ائتلافات حكومية مثل حالة تونس مع حزب النهضة ولاحقا مع العدالة والتنمية في المغرب. تفعل ذلك اعتقادا منها أن هذه الحركات هي القادرة على مواجهة التطرف، وبالتالي القادرة على المشاركة في الاستقرار وتقليل خطر الإرهاب في العالم، وهو ما سيستفيد منه الأمن القومي الأمريكي.

* الف بوست

التعليقات

الاسم

اخبار العالم,2010,اخبار العرب,1745,اخبار المغرب,6501,أرشيف,9,أسبانيا,4,اسبانيا,166,أستراليا,1,اسكوبار الصحراء,5,إضاءة,1,إطاليا,5,إعلام,307,إعلام فرنسي,5,إفريقيا,58,اقتصاد,977,أقلام,15,الإتحاد الأوروبي,6,الأخيرة,1,الإمارات,3,الأمم المتحدة,14,البرازيل,11,الجزائر,298,السعودية,15,الصحة,118,الصين,25,ألعراق,1,العراق,4,الفضاء,1,القدس,4,ألمانيا,21,المراة,129,الملف,25,النمسا,1,ألهند,1,الهند,2,الولايات المتحدة الأمريكية,70,اليمن,23,إيران,33,ايطاليا,1,باكستان,1,برشلونة,1,بريطانيا,1,بلجيكا,7,بيئة,13,تاريخ,4,تحقيق,1,تحليل,1,تدوين,755,ترجمة,1,تركيا,17,تغريدات,31,تغريدة,6,تقارير,1297,تقرير صحفي,75,تونس,89,ثقافة,2,جنوب إفريقيا,4,جنين,1,حرية,388,حزب الله,8,حماس,1,حوارات,80,ذكرى,2,روسيا,75,رياضة,373,زاوية نظر,41,زلزال الحوز,75,سوريا,12,سوسيال ميديا,11,سوشال ميديا,15,سياحة,1,سينما,28,شؤون ثقافية,442,صحافة,87,صحة,579,صوت,1,صوت و صورة,910,طاقة,23,طقس,1,عالم السيارات,1,عداد البنزين,5,عزة,1,علوم و تكنولوجيا,314,عناوين الصحف,322,غزة,72,فرنسا,176,فلسطين,4,فلسطين المحتلة,592,فنون,242,قطر,2,كاريكاتير,9,كأس العالم,108,كتاب الراي,1924,كولومبيا,1,لبنان,20,ليبيا,34,مجتمع,1247,مجنمع,10,مختارات,128,مدونات,5,مسرح,6,مشاهير,1,مصر,7,مغاربي,1042,ملف سامير,8,ملفات,53,منوعات,410,موريتانيا,16,مونديال,1,نقارير,2,نقرة على الفايس بوك,1,نيكاراغوا,1,
rtl
item
الغربال أنفو | موقع إخباري: هل تؤيد الولايات المتحدة حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية؟ - د.حسين مجدوبي*
هل تؤيد الولايات المتحدة حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية؟ - د.حسين مجدوبي*
https://4.bp.blogspot.com/-Slm-hqGDh2I/V_Q2LozPuHI/AAAAAAAAhns/Ln3PcNmkeFsBvE2as4gNEegA8GRiSyO7gCLcB/s640/23qpt477.jpg
https://4.bp.blogspot.com/-Slm-hqGDh2I/V_Q2LozPuHI/AAAAAAAAhns/Ln3PcNmkeFsBvE2as4gNEegA8GRiSyO7gCLcB/s72-c/23qpt477.jpg
الغربال أنفو | موقع إخباري
https://www.alghirbal.info/2016/10/blog-post_20.html
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/2016/10/blog-post_20.html
true
9159330962207536131
UTF-8
تحميل جميع الموضوعات لم يتم إيجاد اي موضوع عرض المزيد التفاصيل الرد الغاء الرد مسح بواسطة الرئيسية بقية أجزاء المقال: موضوع العرض الكامل مقالات في نفس الوسم قسم أرشيق المدونة بحث جميع الموضوعات لم يتم العثور على اي موضوع الرجوع الى الصفحة الرئيسية الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت شمس اثنين ثلاثاء اربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دجنبر يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دحنبر في هذه اللحظة 1 منذ دقيقة $$1$$ منذ دقيقة 1 منذ ساعة $$1$$ منذ ساعة أمس $$1$$ منذ يوم $$1$$ منذ ساعة منذ أكثر من 5 أسابيع متابعون يتبع هذا المقال المميز مقفل لمواصلة القراءة.. أولا شاركه على: ثانيا: انقر فوق الرابط الموجود على الشبكة الاجتماعية التي شاركت معها المقال انسخ كل الأكواد Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content