واقعة الحسيمة تؤشر على رُزمة من أوجه الظلم الذي يعاني منها المواطن بشكل عام: -ظلم في احترام القانون جسدته عناصر الشرطة التي أمرت ب...
واقعة الحسيمة تؤشر على رُزمة من أوجه الظلم الذي يعاني منها المواطن بشكل عام:
-ظلم في احترام القانون جسدته عناصر الشرطة التي أمرت بمصادرة شحنة السمك لمواطن كادح تدبّر مبلغ 6 ملايين سنتيم ب 66 كشيفة، ولما رفض مساومات "ولاد الحرام"، ورفض مصادرة شحنته من دون سلك المسطرة القانونية، ولما واجه التعسف طحنته آلة الظلم المخزنية وأردته شهيدا (القانون لا ينص على طحن السمك في شاحنة الأزبال وإنما مصادرته بطريقة قانونية وآدمية وتوزيعها على الخيريات والملاجئ..لأن السمك ليس فاسدا وإنما فقط يخضع لراحة بيولوجية)؛
- ظلم اقتصادي مزمن يعانيه المواطن، يتجلى في التفقير والتهميش والتجويع والطبقية والفساد والرشوة والمحسوبية (تجلى في هذه الواقعة في السماح للكبار بصيد السمك الممنوع ومعاقبة المواطن الذي اشترى صناديق لتقسيطها)؛
- ظلم عبثية اتخاذ السياسات المناسبة، وإلا كيف يتم القضاء على الموارد المالية لمنطقة الحسيمة و"طرد" المائات من الموظفين من عاصمة الريف، وتشتيتهم في الآفاق، وترك المنطقة من دون مداخيل بديلة، إضافة إلى المشاكل المرتبطة بالماء والغلاء وقلة فرص الشغل (راجعوا كم شخص انتحر او قتل خلال الأسبوع الفارط بمنطقة الحسيمة)؛
- ظلم تجسّده تربية مخزنية تكرس التعامل مع المواطنين على أنهم رعايا يستحقون الطحن كالحشرات، أما حقوق الانسان والحريات والقانون فهي مجرد ترف يتم التظاهر به.
الاستبداد والفساد يجعلان البلد فوق فوهة بركان، لن تحول إدعاءات الامن الاستمرار ومظاهر التزييف ومؤسسات الواجهة والابتسامات المصطنعة، دون انفجاره، ما لم يتم التراجع عن السياسات المنتهجة والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية تضع حدا للتسلط في الميادين جميعها.
التعليقات