هل سأصوّت في الانتخابات؟ وعلى من؟ ولماذا؟ هذه 7 أسئلة وأجوبة أوضح فيها موقفي من الأمر: - هل أعتبر المشاركة في الانتخابات أمرا إيج...
هل سأصوّت في الانتخابات؟ وعلى من؟ ولماذا؟
هذه 7 أسئلة وأجوبة أوضح فيها موقفي من الأمر:
- هل أعتبر المشاركة في الانتخابات أمرا إيجابيا؟
نعم، هي أمر جيد إذا ما كان النظام الذي تجرى فيه هذه الانتخابات ديمقراطيا، يضمن مشاركة الجميع بدون استثناء، وتتوفر فيه لجنة مستقلة تشرف على الانتخابات، وتلتزم فيه السلطات بالحياد الايجابي، ويكون الاعلام مستقلا وحرا. وتؤدي الانتخابات إلى إفراز حكومة منتخبة تشرف على كل السلطة التنفيذية، وتتحمل مسؤوليتها كاملة.
- هل هذه الشروط متوفرة في المغرب؟
للأسف لا، فالدستور المغربي يشتت السلطة، ويضيّع المسؤولية حتى يصعب مراقبة ومعاقبة المخطئين، كما أن وظيفة البرلمان تبقى شبه صورية في ظل هيمنة السلطة التنفيذية المتمثلة في الملكية والازدواجية المجلسية.
- هل سأنتظر أن تمطر علي السماء بهذه الشروط حتى أشارك في الانتخابات؟
لا أؤمن بالمعجزات في هذا المجال، وإنما أتصور أنه كلما انتشر الوعي، وتطورت المقاطعة الواعية للانتخابات، وظهرت الاحتجاجات والاعتراضات التي تطالب بالاصلاح الدستوري، كلما كان لفعل المقاطعة مفعوله، وتم إرغام النظام السياسي على إحداث مزيدا من التنازلات. لذلك أميز بين المقاطعة السياسية، واللامبالاة، والعزوف. أعتبر المقاطعة فعل سياسي ينم عن وعي، بينما اللامبالاة والعزوف هما مجرد أمراض مجتمعية تسببت فيها عقود من القمع والتهميش وفقدان الثقة.
- ألا يمكن أن يكون خيار المشاركة والتغيير من الداخل أنسب لواقعنا؟
للأسف، التاريخ يقول العكس، كل القوى التي رامت التغيير من الداخل إنتهى بها المطاف بين أحشاء التسلط، ففقدت بريقها، وزال طعمها، فالناس تَفسُد بالمشاركة في عملية غير نزيهة.
- ألا يوجد في الأحزاب الحالية من أمنحه صوتي؟
الأمر لا يتعلق بنزاهة أشخاص، ومبدئية مناضلين، وقوة برامج، بل في الظروف التي سيتشتغل فيها هؤلاء، فأكثر الناس مبدئية يمكن أن تطالهم سلبيات التسلط.
- ألا يتقاطع موقفي هذا مع رغبة التسلط، ما دامت المقاطعة ستضر بالمبدئيين وتقوّي المُفسدين وتجار الانتخابات؟
نعم يمكن أن أتقاطع مع هؤلاء في المنظور القريب، لكن على المستوى الاستراتجي لا يمكن للمقاطعة الواعية -التي هي إحدى أفضل سبل الاحتجاج السلمي ـ أن تصب في صالح الفساد والاستبداد. فحتى المشاركة السياسية قد تتقاطع مع الفساد والتسلط، وهذا ما حدث سسينة 2011، عندما كانت تتوسل السلطة المواطنين من أجل المشاركة، وحتى اليوم هناك اعتقالات في صفوف الداعين للمقاطعة.
- هل أرى أن المشاركين في الانتخابات على خطأ؟
الذي يشاركون عن وعي، ولديهم قناعة بأن ذلك المسار يمكنه أن يحدث التغيير، لا يسعني إلا أن أتمنى لهم التوفيق وأدعو كل من هو عازف أو غير مبال ٍ بأن يتوجه إلى التصويت عليهم (لأن تصويت اللامبالين أفضل من عزوفهم). لكنني أعتقد بأن المقاطعة الواعية التي تعمل باستمرار من أجل الضغط هي أفضل السبل للتغير والاصلاح..
التعليقات