عبد الملك حوزي إن تزامن القمع الوحشي والجبان الذي تعرضت إليه مسيرة الأحد 02 أكتوبر 2016 بالعاصمة الرباط . مع وقت الحملة الدعائية لان...
عبد الملك حوزي |
إن تزامن القمع الوحشي والجبان الذي تعرضت إليه مسيرة الأحد 02 أكتوبر 2016 بالعاصمة الرباط . مع وقت الحملة الدعائية لانتخابات المهزلة التي ستفرز مجلس و حكومة كراكيز جديدة . وهو القمع الذي يطال بشكل متزايد و مضطرد عدة حركات احتجاجية سلمية . ليعطي إشــــــارات قويـــة لكل أطياف مجتمعنا ولكل الهيئات السياسية والمدنية .
فالشعب المغربي أمام السُّعـَــــار الذي أصاب القوات القمعية . أصبح عليه وبشكل ملح أن يختار بين خياري؛ الحياة أو الموت .أي بين أن يكون شعبا حيا يحب الحياة ، أو شعبا خاضعا خانعا مذلولا يفضل الموت .
فمن جانبه ؛ النظام القمعي ببلادنا لا يقبل بأن يعيش الشعب المغربي بحقوق المواطنــــة الكاملة ، ولا يروقه ذلك حتى . ويريد منا أن نكون شعبنا من الخدم والرعايا الأوفياء لقمعه وذله . وهو يعمل بلا كلل ولا خجل على منع الحريات وقمع الأحرار المتشبثين بحقوقهم كمواطنين . ولهذا الغرض الدنيء ، يخلق ترسانته القمعية ويقوِّيها باستمرار بأدوات واليات متنوعة .. كي يدعس بسهولة على الجميع .
وتتبعنا جميعا حجم القمع الذي تعرضت إليه مسيرة الاحد الدامي 02 أكتوبر2016 . وهي المسيرة التي كانت تهدف فقط الى الاحتجاج السلمي ضد سياسة تخريب أنظمة التقاعد والتنديد بركوع الحكومة وكل النظام التبعي القائم للسياسة الهوجاء التي يمليها صندوق النقد الدولي.
حيث جند النظام القمعي لهذه المهمة الدنيئة وحوشا آدمية من الشـِّــدادِ الغِـــلاظِ . الذين بأوامر صارمة انطلقوا كوحوش ضارية ليعنفوا بسادية مقيتة متظاهرين مسالمين ، أغلبهم مسنين . ولم تسلم من بطشهم نساءٌ ولا رجال ولا حتى صحفيين... وقد خلفت هذه الهمجية عدة إصابات لا شك أن بعضها مدون في سجلات مستشفى ابن سيناء بالربـــاط.
اليوم و بدل أن نديـــن ونشجب أو نبكـــــي على وضع القهر هــــذا . يكون جدير بنا أن نتساءل ؛ كيف يسمح النظام لنفسه بأن يخرب ميزانية شعب مقهور وينهكها بالتسلح عُــدَّة وعتـــادا... ليضع مقابل ذلك هذا الشعب في زاوية ضيقة ويشبعه لَكْمًا وقهرا وعنفا ــ ماديا ورمزيا ....؟؟؟.
فحين يُوضع قلب الشعب :
" ما بين يدي الحداد ...والحداد لا يَحِنُّ ولا يشفق عليه ...
فينزل الضربة فوق الضربة ... ويْلَا بْرَد زاد النار عليــــــه " ــ كما جاء في رائعة ''غير خذوني'' لناس الغيوان . يكون هذا الشعب مطالب ـــ إن كان ينتصر للحياة طبعا ـــ بأن يقف وقفة العز و الكرامة ليضع النقط على الحروف . وتكون الانتخابات فرصة ليوقف البيضة في الطاس .
و حين نطرح السؤال : " إلى أين نسيــــر في ظل تعنت النظام وتشبثه بطبيعته القمعية .. ؟؟ " تبرز أهمية الواجب الوطني لمقاطعة المهازل الانتخابية ..
فخيار "المقاطعة " ــ أي مقاطعة انتخابات 07 أكتوبر 2016 ـــ يبقى موقفا شجاعا يجب ان تتبناه كل القوى الحية في مجتمعنا . خصوصا القوى السياسية التي لازال ماء الوجه يعلق على جبينها إن هي فكرت ــ لا قدر الله ــــ في مستقبل هذه البلاد و هؤلاء العباد . ليعيش المغاربة بكرامة ويتحرروا من الزاوية التي وضعهم فيها النظام القمعي التبعي القائم ببلادنا.
فلا إصلاح ولا تغيير في ظل استمرار الاستبداد والقمع الممنهج من طرف النظام وعملائه ضد شعب مسالم .
التعليقات