لا يرغب معظم الجزائريين في التسامح مع الخطأ الفادح التي ارتكبته وزارة التعليم بإدماج خريطة غير صحيحة في كتب الجغرافيا بجعل إسرائيل بدل ف...
لا يرغب معظم الجزائريين في التسامح مع الخطأ الفادح التي ارتكبته وزارة التعليم بإدماج خريطة غير صحيحة في كتب الجغرافيا بجعل إسرائيل بدل فلسطين في خريطة للعالم. ويرى طرف أن الأمر متعمد لضرب مواقف البلاد من قضية يعتبرونها مقدسة، واضطرت الحكومة الى سحب الكتاب من المدارس تجنبا لمزيد من الجدل.
وتفاجأ الجزائريون منذ أيام بكتاب الجغرافيا للسنة أولى متوسط يقدم إسرائيل كدولة في خريطة للعالم بدل فلسطين، وحاولت بعض أحزاب السلطة ومنها تجمع الوطن الديمقراطي بزعامة أحمد أويحيى الوزير الأول السابق التقليل من هذا الخطئ معتبرا إياه هفوة في الطبع. وبدوره، طالب رئيس تجمع أمل الجزائر عمار الغول التعامل مع الموضوع في حدود الخطئ.
ويتريث حزب “جبهة التحرير الوطني” الذي يشكل عماد الحكومة، فهو ينتظر عودة أمينه العام سعداني من الديار المقدسة للبث في الموضوع، علما أن غالبية أعضاء جبهة التحرير يتحفظون على وزيرة التعليم بن غربيط بسبب مسها سابقا باللغة العربية في المقررات الدراسية. لكن باقي الأحزاب الأخرى تطالب بتحديد المسؤولية وفتح تحقيق قضائي لأن الإهمال ضرب صورة الجزائر أمام الراي العام العربي والإسلامي.
ويطالب معظم الجزائريين بالتحقيق، وانبرت النقابات التعليمية الى التشكيك في فرضية الخطئ غير المتعمد. في هذا الإطار، كان الموقف الأبرز هو رفض الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (الإينباف) قبول سيناريو الخطأ المطبعي أو خطأ تقني سامي في الفنون المطبعية أو خطأ لجنة التأليف فيما يخص فضيحة كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط مؤكدا أن ما حدث هو سابقة خطيرة لم تعرفها الجزائر المستقلة في تاريخها حيث تم طبع كتاب مدرسي ضمّ خريطة للعالم تعترف فيها بالكيان الصهيوني كدولة رسمية بدل دولة فلسطين والذي يعتبر مؤامرة على مقدساتنا وهويتنا وهو ما يوجب على الوزيرة تقديم اعتذار للشعب وتصويب الخطأ تم محاكمة المتسببين فيه.
ويتابع البيان “لا يعقل أبدا قبول سيناريو خطأ مطبعي أو خطأ لجنة التأليف أو خطأ تقني سامي مختص في الفنون والطباعة؟ فلا يمكن أن يكون تقنيا ساميا في المطبعة من يؤلف النصوص ويختار الخرائط لجميع المستويات موضحا أن هذه الأخطاء تؤكد بما لا يدع مجالا للشك والريبة أن عمل وزارة التربية الوطنية لم يخضع لأسس علمية بل خضع لمن ليس لهم علاقة بالقطاع ولا بذوي الاختصاص مما لحق أضرارا بليغة بجزائر التاريخ والمبادئ وبأبنائنا التلاميذ أجيال المستقبل.”.
وانفجر غضب الجزائريين من الكتاب لأنه يعتبرونه يمس المواقف التاريخية للجزائر تجاه القضية الفلسطينية، وتذهب تعاليق شبكات التواصل مثل الفايسبوك وتويتر الى اعتبار الخطئ متعمدا، وقد تكون جهات قد قرصنت حواسيب الوزارة لزرع هذه الخريطة المتضمنة لإسرائيل.(راي اليوم)
التعليقات