تتبعنا جميعا مصادقة الملك على التوجهات العامة لمشروع قانون المالية برسم سنة 2017 ، من خلال بلاغ القصر الملكي الصادر من طنجة يوم الاثني...
تتبعنا جميعا مصادقة الملك على التوجهات العامة لمشروع قانون المالية برسم سنة 2017 ، من خلال بلاغ القصر الملكي الصادر من طنجة يوم الاثنين 26 شتنبر 2016 . بالرغم من كون ملامح الحكومة المقبلة غير معروفة وحتى موعد الاقتراع نفسه تفصلنا عنه مدة تُـقارب نصف شهر.
وهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى هذه الانتخابات وحول الاحزاب المشاركة فيها . وهل تتوافق بالضرورة مشاريعها وبرامجها و ورؤاها و قاطرتها...مع حجم ومقاييس السكة التي يرسمها الملك .؟؟؟
خصوصا وأن هذا البلاغ جاء في عز الدعاية للانتخابات التشريعية . التي يتقدم فيها كل حـــــزب مشارك بالدعاية لنفسه كمنقذ ومخلص و بديل ... ولا طالما أن " الحزب المخلص " لا زال قاب قوسين وأدنى . فيبقى أي كلام عن البرنامج الحكومي لسنة 2017 بتصوراته وأولوياته ؛ ضرب من الغيب لا غير . أو على الأقل هذا ما يُفترض .
إن ســــوق الانتخابات التي تُفرز حكومة يُحدد سلفا أولوياتها وأفقها الملك . هي بمثابة سوق الخضار في بلدتي الصغيرة . حيث فجـــر كل يوم يعرض '' عباس '' خضرا طرية . وتُميز صوته الحاد من بعيد ، كلما صاح لِيُروج لبضاعته بترديده للازمة : " خضر من حقلي زرعتها بأيدي " . وعلى الرغم من كونه فلاح صغير لا يملك إلا ضيعة مهملة . كان مواظبا على تموين السوق بالخضار.
الشيء الذي دفع أحد المشككين في أمر تجارته ، بأن يترصد خطواته لمعرفة مصدر السلع . فما وجد عنده إلا حقلا جافا ليس به غير نبتة " اليقطين / القرعة " . ورغم أنها لم تنضج بعد ولم تَزهر حتى . كان "عباس " يُسَوِّق " القرعة " بلا انقطاع ويدعي أنها من حقله ، وزرعها بيديه .
وهذا ما زاد من حيرة المشكك الذي دفعه فضوله ليحرسه ليلا .
و في ليلة ظلماء خرج " عباس " متسللا من منزله. وبعدما تخطى نبتة اليقطين التي كان يزرعها قرب بابه . خاطبها قائلا :
" أنت لي فقط ازهري ، أرجوك
فثمرة القرعة سيُحضرها عبـــاس ".
وهكذا كان " عباس " المشهور بسوق الخضار ، يتمنى فقط لنبتة القرعة أن تزهر بحقله . كي يُبعد الشكوك التي تحوم حول تجارته . أما الثمرة فكان يســـــرقها من حقــــــــول الاخرين .
مقتديا في ذلك بالنظام القائم في المغرب الذي لا يريد منك يا شعب سوى أن تشارك في مسرحية الانتخابات وترفع نسبة المشاركة . أما الباقي : حكومة وطبلا ومشاريعا ومزاميرا وقوانينا .... فهو يتدبر أمرها ويتكلف .
وفقط كي لا نظلم " عباس " في سوق البلدة . فخضره المسروقة كانت طرية كما أسلفت الذكر و بجودة عالية .
أما سلع النظام القائم في سوق الانتخابات. من ديمقراطية وعهد جديد وحقوق إنسان واسترداد كرامة المواطن وتغيير فوري من الداخل ... فهي ذابلة وباهتة ومهترئة ....وكما قالت الفنانة نجاة عتابو: " هيَّ كَذْبَة بَايْنَــــة "
والفرق شاسع بين طعم " القرعة السلاوية " فوق صحن الكسكس بسبع خضار . وكذبة " التصويت حق لن نتنازل عنه " بعدما أنزلنا سراويلنا تحت أمام كل الحقوق الاساسية كالشغل الصحة السكن او التعليم وامام الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية .
التعليقات