ماذا يستفيد الشعب و النضال الديمقراطي من "خطاب التحكم" الذي تطرحه أحزاب غير مستقلة و ساهمت هي الأخرى، بتزكيتها لدستور ممنوح، ف...
ماذا يستفيد الشعب و النضال الديمقراطي من "خطاب التحكم" الذي تطرحه أحزاب غير مستقلة و ساهمت هي الأخرى، بتزكيتها لدستور ممنوح، في بناء نظام سياسي مبني أساسا على التحكم؟
حدث خطاب بنعبد الله حول التحكم و بلاغ الديوان الملكي الذي رد يدافع عن مستشار الملك، يوضح أن المغرب نظامه السياسي، أي السلطة السياسية و مجتمعها و نخبها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الإعلامية، من نسق الدولة و النخب التقليدية التي تعتبر السياسة حكرا على النخب، سلطة و نخب تسعى تعتبر أن السياسة صراع نخب و ليس صراع طبقي سياسي اجتماعي اقتصادي ثقافي..
وصناعة سيناريوهات تمارس السلطة السياسية من خلالها سلطويتها (بلاغ الديوان الملكي) و تقوم أحزاب نخبة النظام السياسي بدور تنشيط الحياة السياسية و تكتشف (خطاب التحكم)..
كأن هذه النخب السياسية مستقلة عن النظم السياسي و لم تشتغل في الحكومة و في برلمان و واقع سياسي تتحكم فيه طبيعة النظام السياسي و المؤسسة الملكية بنص الدستور، و كأن هذه النخب الحزبية لم ترسيخ واقعا سياسيا مزيفا يردد بمناسبة أو بدونها أن المغرب يعيش "الحرية" و "الديمقراطية" و "التعددية الحزبية" و "حرية الرأي" و "حقوق الإنسان" و "الصراع السياسي السلمي". ألم تدافع الحكومة عن هذا الخطاب ضد منتقديها؟
إن "خطاب التحكم" و "بلاغ المؤسسة الملكية" ليس سوى صراع بين رموز السلطة السياسية و نخب الأحزاب.. و الشعب على هامش هذا الصراع ..و ما عليه إلا أن يتتبع و يبارك و يتفرج على الفاعلين السياسيين في نظام سياسي و سلطته السياسية و نخبه الحزبية..
لذلك في كل ظرفية، كظرفية الانتخابات، تتكثف فيها السياسة و يُفـْـتَح فيها سوق الصراع السياسي بين النخب و يَسْمَح النظام السياسي للشعب بالمشاركة "السياسية" عبر الانتخابات، تلجأ هذه النخب الحزبية لأساليب التأثير على الشعب لاستقطاب أصواته و تلجأ السلطة السياسية لممارسة سلطتها السلطوية بهدف التحكم في الواقع السياسي و المجتمع المواطن/المواطنة و الشعب و ضبط إيقاع صراع نخبها السياسية..
التعليقات