حقّق حزب الاستقلال المرتبة الثانية في الانتخابات الجماعية السابقة، وهي مرتبة لم تكن مفاجئة نظرًا لحضور الحزب في الساحة الوطنية منذ عقود ...
حقّق حزب الاستقلال المرتبة الثانية في الانتخابات الجماعية السابقة، وهي مرتبة لم تكن مفاجئة نظرًا لحضور الحزب في الساحة الوطنية منذ عقود واحتلاله مراتب مهمة، منها المركز الاول في الانتخابات التشريعية لعام 2007، لذلك يضع تكرار هذه النتيجة هدفًا له في 7 أكتوبر القادم.
ويعدّ حزب الاستقلال، أقدم حزب مغربي موجود على الساحة حاليًا، تعود جذور تأسيسه إلى عام 1930، عند تشكيل نشطاء لما يعرف بالزاوية خلال مناهضة المغاربة للحماية الفرنسية، إلّا أن التأسيس جرى عام 1937 عندما انتظمت كتلة العمل الوطني بزعامة علال الفاسي في حزب سياسي، وقد تعرّضت الكتلة للحل في عام 1937 لتغير اسمها إلى "الحزب الوطني لتحقيق المطالب المغربية"، قبل أن تشكّل وثيقة المطالبة بالاستقلال عام 1944 الميلاد الفعلي لحزب الاستقلال.
عرفت علاقة حزب الاستقلال بالدولة المغربية الكثير من المد والجزر، فقد شارك في أغلب حكومات ما بعد الاستقلال إلى غاية عام 1963 عندما غادر الحكومة في ظرفية سياسية مشحونة، واتهم الإدارة بعد ذلك بتزوير الانتخابات في أكثر من مناسب، زاد من ذلك إعلان المغرب عن حالة الاستثناء التي جمدت العمل السياسي، غير أن الحزب عاد إلى المشاركة في عدد من الحكومات بعد انتهاء هذه الحالة.
ورغم استمرار اتهاماته للإدارة بتزوير الانتخابات في فترة التسعينيات، إلّا أن الحزب الذي أسس الكتلة الديمقراطية مع أحزاب أخرى، حضر في حكومة عبد الرحمن اليوسفي عام 1998، التي وُصفت بحكومة التناوب التوافقي، واستمر بعدها في حكومة إدريس جطو، قبل أن يتزعم انتخابات 2007 ويتسلم مقاليد الحكومة. ثم شارك الحزب في حكومة عبد الإله بنكيران عام 2011، إلّا أنه انسحب منها بقرار داخلي وقرّر الاتجاه نحو المعارضة.
لدى الحزب توجه سياسي محافظ، وكانت له الكثير من المواقف المدافعة عن إسلامية الدولة، وبقي الحزب يحافظ على هذا التوجه لعقود طويلة، لا سيما بعد خروج الجناح الاشتراكي منه وتأسيسه للاتحاد الوطني للقوات الشعبية. إلّا أن "الاستقلال" تعرّض لانتقادات واسعة بسبب أداء حكومة 2007، كما شهد الحزب توترًا بين أطرافه بعد صعود الأمين العام الحالي حميد شباط، وشكّل عدد من الأعضاء تيار أطلقوا عليه "بلا هوادة"، غير أن الصدع انتهى بوساطة من القيادي امحمد بوستة.(سي ان ان)
التعليقات