سنحت لي فرصة في ندوة علمية شاركت فيها مؤخرا للتعرف على محتوى بحث قيم للأستاذة القديرة في كلية لندن للاقتصاد مارثا ماندي يوثق بدقة واست...
سنحت لي فرصة في ندوة علمية شاركت فيها مؤخرا للتعرف على محتوى بحث قيم للأستاذة القديرة في كلية لندن للاقتصاد مارثا ماندي يوثق بدقة واستفاضة، بناء على بيانات الحكومة اليمنية مواقع أهداف هجمات القصف الجوي للتحالف الآثم الذي تقوده المملكة الوهابية وتوابعها الخليجية، بالتنسيق مع وبالدعم من حكومات سلطانكم البائس والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، تضمن تحديد مواقع أهداف القصف ونوعية الهدف الذي دمره القصف.
الخرائط الناتجة عن البحث القيم تبين أن القصف استهدف المواقع الحيوية في منظومة الاقتصاد الزراعي والمعيشة الريفية، عماد الإنتاج والحياة لشعب اليمن منذ قديم الزمان، في أنحاء الريف اليمني كافة.
هذه إذن ليست حربا تدور رحاها حول مواقع عسكرية وإنما اقرب إلى التدمير المنهجي الشامل لإمكان الحياة في اليمن، لتدمير بلد وإبادة شعب.
فماذا جنى شعب اليمن؟
تعاقب الرجعية العربية بقيادة المملكة الوهابية وحلفائها من أعداء الأمة العربية شعب اليمن على تجرؤه على القيام بالثورة الشعبية في شبه الجزيرة العربية، ولاسيما في بطن السعودية الناعم في اليمن.
فلا ريب في أن نجاح الثورة الشعبية العظيمة في اليمن كان يعني قرب انقضاء الحكم التسلطي الفاسد للعائلة المالكة السعودية وتوابعها من الدويلات الخليجية ويعني قرب انتهاء حكم الفرد المتسلط على الناس غير الخاضع للحساب من الشعب. ولذلك كان تصميم المملكة الوهابية واللأسر الحاكمة الخليجية على ألا يخضع طاغية اليمن السابق على عبد الله صالح للمساءلة والمحاكمة على ما ارتكب من جرائم في حق شعب اليمن طوال سنين حكمه.
ولما لم يعد ممكنا إخضاع شعب اليمن لمشيئة الرجعية العربية، بتنسيق المنظمة الدولية الركيكة، اندفعت المملكة الوهابية لعقاب اليمن بلدا وشعبا بالعنف المجنون، ولشديد الأسف وجدت من أعداء الأمة العربية، في الداخل ومن خارجها، من يؤازرها في هذه الحملة العقابية المنحطة.
إن تدمير اليمن هو في منظور الحكم التسلطي الفاسد القائم في المملكة الوهابية والحكومات التي على شاكلتها أو مستفيدة منها ضمانة لاستئصال شأفة الثورة الشعبية في المنطقة العربية، خصوصا في منطقة شبه الجزيرة والخليج، وهي ضمانة استمرار الحكم التسلطي الفاسد للأسر الحاكمة في تلك المنطقةالمنكوبة بالحكم التسلطي الفاسد.
إنه المقابل الموضوعي لتدمير الثورة الشعبية العظيمة في مصر، ومنن ثم في عموم الوطن العربي، من خلال تمويل الانقلاب العسكري وتدعيم حكم المماليك الفنكوشجية في مصر من أجل القضاء على الثورة الشعبية في ما كان "قلب العروبة النابض" وتشكيل رأس حربة للثورة المضادة في عموم الوطن العربي.
إن حرب تدمير شعب اليمن، كما يجب أن يسمي العدوان السعودي- الخليجي على اليمن، هي أحد مكونات الثورة المضادة الشاملة للمد التحرري العربي الذي اندلع في نهايات 2010 وهي تأخذ تجليات متفاوتة، في كل حالة على حدة حسب خصوصيتها، فتتجلى في مصر بصورة تختلف عن اليمن وسوريا، حيث تتولى المؤسسة العسكرية الكيد للثورة الشعبية، بينما أخذت صورة العدوان المسلح في سوريا واليمن، وتوشك أن تتجلى في ليبيا بصورة مغايرة بالتعاون مع القوى المعادية للحرية في الوطن العربي والطامعة في الثروة والنفوذ في المنطقة العربية من بوابة ليبيا.
التعليقات