رافق ما اختاروا له عنوان " الفضيحة الجنسية لقادة حركة التوحيد و الإصلاح" السيد مولاي عمر بن حماد و السيدة فاطمة النجار اللذان ...
رافق ما اختاروا له عنوان " الفضيحة الجنسية لقادة حركة التوحيد و الإصلاح" السيد مولاي عمر بن حماد و السيدة فاطمة النجار اللذان ضبطا في حالة ممارسة الجنس بشاطئ المنصورية، سجالا تجاوز الحدود الوطنية لتهتم به الصحافة الدولية.
أطروحتان أساسيتان هذا السجال: تمتح الأولى مرجعيتها من " الأخلاق التي من المفروض نظريا أن تسود في المجتمع المغربي " و التي يعتبر كل من السيد بن حماد و السيدة النجار من المنظرين و الداعين لها و هي أخلاق في اعتقادي و بالرغم من محاولة حمايتها بالقانون تجاوزها الواقع بحكم المتغيرات التي تعرفها البنى المجتمعية على جميع الأصعدة و تنعكس بالضرورة على سلوكات الأفراد و ممارساتهم و حاجياتهم بما فيها رغبتهم الطبيعية في الحب و الجنس . أما الثانية فتتأسس على العلاقة بين الدين و السياسة و التي تمثل فيها حركة التوحيد و الإصلاح التي يعتبر الجانيان/الضحيتان أحد قادتها باعتبارها الجناح الدعوي الذي يستفيد منه حزب العدالة و التنمية في صراعه السياسي مع باقي مكونات المشهد السياسي المغربي ، و تطرح أن استعمال الدين مجرد وسيلة لاستمالة أفراد المجتمع و ليس بالضرورة مبادئ و ضوابط ملزمة للمنتسبين لهذا الحزب، الذي يحاول ضدا على منطق التطور فرض مرجعيته على المجتمع.
و بقدر ما تختلف هاتان الأطروحتان على مستوى المنطلق فإنهما تتفقان في التصور الذي من المفروض أن يكون عليه المجتمع المغربي ، مجتمع الجماعة المؤسس على أحكام و قواعد فوقية لا علاقة لها بالواقع الفعلي لحياة أفرادها. الشيئ الذي يشكل شرخا عميقا على مستوى الوعي بين ما يجب أن نكون عليه و ما نحن عليه في الواقع.
فنحن مجتمع تنشر فيه مظاهر الحريات الفردية بشكل جلي على مستوى الممارسة ضدا على وعي الجماعة و ضدا على أحكامها و قواعدها و قوانينها. و لا يجرؤ أغلبنا على الدفاع عنها و النضال من أجل شرعنتها. فأغلبنا يمارس حرياته الفردية و خاصة العلاقات الجنسية الرضائية في السر عن محيطه و عن أعين القانون. و هذه هي محنة وعيينا التي تسببت في المحنة التي يجتازها السيد ين حماد و السيدة النجار و تجتاحها معهم حركة التوحيد و الإصلاح.
فبين التشبت بالمحافظة و العبور إلى الحداثة يكمن جوهر مشكلاتنا ليس فقط على مستوى حياتنا كأفراد بل كذلك على مستوى التحديات التي تواجه مستقبلنا كمجتمع.
التعليقات