(الأناضول) - قتلت قوات عسكرية جزائرية طيلة الـ 20 شهرًا الأخيرة 44 عضوًا في فرع محلي لتنظيم “الدولة الاسلامية”، بينهم أميران، فيما تمكن...
(الأناضول) - قتلت قوات عسكرية جزائرية طيلة الـ 20 شهرًا الأخيرة 44 عضوًا في فرع محلي لتنظيم “الدولة الاسلامية”، بينهم أميران، فيما تمكنت التنظيم من تنفيذ عملية إرهابية وحيدة في نفس الفترة تقريبًا، حيث أعلن مسؤوليته عن اختطاف وقتل مواطن فرنسي شرق العاصمة في سبتمبر /أيلول 2014، وهو ما يراه خبراء “نهاية التنظيم في الجزائر” في مهده.
وأعلنت بيانات عسكرية رسمية جزائرية، صدرت بين كانون الأول/ ديسمبر2014 – آذار / مارس 2016، قتل 44 من أعضاء جماعة مسلحة بايعت خليفة الدولة الاسلامية، تطلق على نفسها “جند الخلافة”، ما اعتبره خبراء جزائريون نجاح بلادهم في الحد من خطورة الفرع المحلي للتنظيم.
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليون بفرنسا، عبد العزيز مليك، للأناضول، إن تنظيم الدولة الاسلامية في الجزائر انتهى، مضيفًا: “قتلت قوات الجيش أول أميرين للتنظيم في غضون أقل من 8 أشهر حيث قتل الأول، عبد المالك قوري في ديسمبر/ كانون الأول 2014، ثم قتل الثاني، عثمان العاصمي في شهر مايو/ ايار 2015″.
وتابع “وفق الإحصائيات الأمنية، الجيش تمكن من قتل 44 عضوًا في الدولة الاسلامية الجزائر من سبتمبر/ أيلول 2014 إلى أبريل/ نيسان 2016، وفي نفس الوقت فشل التنظيم في تجنيد شباب جزائريين، مكتفيًا بعدد لا يزيد عن 150 منشقًا عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب”.
وتداولت مواقع تطلق على نفسها “جهادية” في منتصف شهر فبراير/ شباط الفائت، تسجيلًا مصورًا، بعنوان “سحروا أعين الناس واسترهبوهم”، ظهر فيه 3 من أعضاء “جند الخلافة” الموالي لالدولة الاسلامية، يطلب فيه أحدهم من الشباب الجزائري نصرة التنظيم والانضمام له، واعترف المسلحون الثلاثة الذين تحدثوا من موقع جبلي غير معروف، برفض الجزائريين الالتحاق بصفوف التنظيم، رغم كل المحاولات التي يقوم بها، والاستراتيجية التي انتهجها في استمالة الشباب، ما اعتبره الخبراء تأكيدًا فشل جند الخلافة في تجنيد الشباب الجزائري.
وقال الباحث في العلوم السياسية بجامعة ورقلة (جنوب الجزائر)، طواف عبد القادر، المختص في العلوم السياسية “لا يحتاج موضوع تقييم قدرة فرع جماعة الدولة الاسلامية في الجزائر لخبير والجماعة بالنسبة لي انتهت تماما”.
وأضاف عبد القادر للأناضول أن “الأمر الوحيد الذي يثير مخاوف الأمن الجزائري، هو الخلايا النائمة الموالية للتنظيم، أو ما يسمى الذئاب المنفردة التي يمكنها تنفيذ عمليات إرهابية معزولة (لوحدها)”.
وأوضح أن “تحليل البيانات العسكرية للجيش الجزائري يؤكد أن تنظيم جند الخلافة يتعرض حاليًا للحصار في مناطق جبلية معزولة من قبل قوات الجيش، وهو ما يعني أنه انتهى وبات غير قادر على المبادرة”.
وأشار الإعلامي المتخصص في الشؤون الأمنية، بصحيفة التحرير اليومية بالجزائر (خاصة)، بوعلام فوزي، “قبل تقييم جند الخلافة الموالية لالدولة الاسلامية لابد من الحديث عن أصول هذه الجماعة”.
وأوضح فوزي في تحليله للأناضول “لقد تأسست جند الخلافة على يد منشقين عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، في خريف 2014، وبايع المنشقون الدولة الاسلامية، وفي منتصف أيلول/سبتمبر من نفس العام، تبنت جند الخلافة عملية اختطاف وإعدام سائح فرنسي في منطقة تقع شرق العاصمة، إلا أن العملية التي نفذت قبل نحو 20 شهرًا، كانت الأولى والأخيرة للجماعة في الجزائر”.
وأضاف “لا يجب أن نتحدث عن فشل جند الخلافة في الجزائر، دون ربطه بفشل الجماعة الأم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، حيث تراجعت قدرة الجماعة الأم داخل الأراضي الجزائرية وباتت عاجزة عن تنفيذ عمليات كبيرة وتهديد الأمن في البلاد”، مشيرًا أن السبب، هو التطور الكبير في أداء الجيش الجزائري وقوات الأمن في مجال مكافحة الإرهاب ونجاعة الإجراءات الأمنية”، بحسب الصحفي فوزي.
وبحسب فوزي، بدأ تراجع تنظيم جند الخلافة “عندما أعلنت وزارة الدفاع قتل أمير التنظيم عبد المالك قوري مع 2 من مرافقيه في عملية أمنية بمنطقة بومرداس شرق العاصمة في كانون الأول/ ديسمبر 2014، ثم أعلنت في أبريل/ نيسان 2015، قتل 26 عنصرًا من الدولة الاسلامية، بينهم أمير جند الخلافة الجديد عثمان العاصمي، في عملية عسكرية بمنطقة البويرة شرق العاصمة”.
وأضاف بوعلام أن “عمليات اصطياد أعضاء الدولة الاسلامية توالت في الفترة الأخيرة، حيث قتل الجيش، وفقًا لبيانات عسكرية رسمية، 15 عضوًا في التنظيم خلال عمليات متفرقة، كان آخرها العملية التي قتل فيها 3 أعضاء في جماعة جند الخلافة في منطقة تيبازة غرب العاصمة، ولم يتمكن التنظيم من الرد على النجاحات العسكرية التي حققتها الأجهزة الأمنية، وفشلت المنظمة الموالية لالدولة الاسلامية في تنفيذ أي عملية في الجزائر طيلة 21 شهرًا أعقبت عملية اختطاف وقتل السائح الفرنسي هيرفي غوردال”.
وفي رأي معاكس، يرى الباحث في القانون الدولي بجامعة الأغواط (جنوب)، محمد تاواتي أنه “ما يزال الوقت مبكرًا لإطلاق الأحكام على فشل تنظيم جند الخلافة في الجزائر”.
وأضاف للأناضول “رغم النجاحات التي حققها الجيش الجزائري في مجال مكافحة الإرهاب فإن عددًا قليلًا من الإرهابيين يمكنهم تهديد الأمن الوطني في البلاد، لأن لديهم دائمًا عنصر المفاجئة”.
فيما قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة سيدي بلعباس (غرب)، منيري حاتم، للأناضول “أعتقد أن سبب فشل الدولة الاسلامية في تجنيد الجزائريين للقتال داخل بلادهم، هو أن الجزائر مرت قبل 24 سنة تقريبًا بتجربة حرب أهلية مريرة ما زال الشعب يذكرها وهي محفورة في ذاكرته”.
التعليقات