ينطلق اليوم الجمعة المؤتمر العاشر لحركة "النهضة" الإسلامية في تونس والذي من المرتقب أن تعلن خلاله عن "الفصل بين العمل الد...
ينطلق اليوم الجمعة المؤتمر العاشر لحركة "النهضة" الإسلامية في تونس والذي من المرتقب أن تعلن خلاله عن "الفصل بين العمل الدعوي والسياسي" والتحول إلى "حزب مدني".
وقد صرح راشد الغنوشي الخميس خلال حوار معه نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية: "سنخرج من الإسلام السياسي لندخل في الديمقراطية المُسلمة". وأضاف: "نريد أن يكون النشاط الديني مستقلا تماما عن النشاط السياسي. هذا أمر جيد للسياسيين لأنهم لن يكونوا مستقبلا متهمين بتوظيف الدين لغايات سياسية. وهو جيد أيضا للدين حتى لا يكون رهين السياسة وموظفا من قبل السياسيين".
من جانبه، قال نائب رئيس حركة "النهضة" عبد الحميد الجلاصي لفرانس 24: "بالإضافة إلى العمل السياسي يشمل نشاط حركة النهضة أبعادا أخرى تهتم بالوعظ والإرشاد والتربية لكن اليوم تونس شهدت تحولا ديمقراطيا هاما وأرست دستورا جديدا فأصبحت هذه مهمة الجمعيات والمجتمع المدني وصار بإمكاننا التفرغ للعمل السياسي."
تسير حركة "النهضة" الإسلامية في تونس نحو الإعلان عن "الفصل بين العمل الدعوي والسياسي"، وفق ما أعلن رئيسها راشد الغنوشي الخميس لصحيفة "لوموند" الفرنسية. وهذا يطرح عدة تساؤلات: كيف سيتم الفصل؟ وهل هو ممكن؟
يذكر أن استطلاعا للرأي أجراه مؤخرا معهد "سيغما" التونسي بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية و"المرصد العربي للأديان" أفاد أن 73 بالمئة من التونسيين يؤيدون "فصل الدين عن السياسة".
وتعليقا على هذا القرار المرتقب، قال كريم وناس الصحفي التونسي المختص في الشأن السياسي لفرانس 24 إن "الفصل بين (النشاط) الدعوي والسياسي المنتظر إقراره في المؤتمر العاشر لحركة النهضة سيفصل الحركة إلى هيكل حزبي مهمته مجاراة الحياة السياسية المدنية وإلى مؤسسات ستكون مهمتها الاهتمام بالشأن الدعوي".
وتابع وناس: "الإشكال يكمن في صعوبة هذا الفصل على مستوى التطبيق خصوصا وأن المؤسسات التي ستتوجه إلى العمل الدعوي ستكون خاضعة لسلطة النهضة وستعمل لصالح الحزب السياسي، هذا الأمر من الممكن أن يخلق تململا لدى الطبقة السياسية التي تنادي بضرورة حياد المساجد." وأضاف: "النهضة مطالبة بالكشف عن المؤسسات والأطر التي ستتوجه إلى هذا المجال وشكلها هل هي جمعيات خيرية ثقافية أم مؤسسات اجتماعية؟".
وطالما وجهت لحركة "النهضة" الإسلامية انتقادات واتهامات باستغلال منابر المساجد والأطر الدينية للدعاية السياسية، ماقد يكون سببا وراء هذا التوجه الجديد لحركة الغنوشي. الذي سيكون استمرارية للعمل الدعوي بشكل غير مباشر.
صبرا المنصر/ فرانس 24
التعليقات