في المصائب التي حلت بنا نحن الناطقين بالضاد عدة مفارقات يصعب على المرء تحليلها ، منها على الخصوص العنترية المفرطة وركوب الدبابات الوهم...
في المصائب التي حلت بنا نحن الناطقين بالضاد عدة مفارقات يصعب على المرء تحليلها ، منها على الخصوص العنترية المفرطة وركوب الدبابات الوهمية عندما يتعلق الأمر بالصهاينة ، والبكاء وتقمص شخصية الضحية بل ادعاء الخراب وقتل الأطفال والنساء والشيوخ عندما يتعلق الأمر بالصراع مع من يعتقد أنه علماني ضد الإسلام .
الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال والجيش الصهيوني يستعمل أسلحة فتاكة وثقيلة وطيران وبوارج وأسلحة محرمة دوليا والفلسطينيون منذ اسلو يحتجون وأذا ضاق الحال بفلسطيني استعمل سكينا أو حجرا وفي غزة يلجأون للرد على جحيم النيران وصبيب الصواريخ المدمرة والتي تنشر الخراب وعشرات الموتى ومئات الجرحى في كل ضربة بقذائف شهابية يحاولون حشوها بمتفجرات لا تحدث إلا حفرة صغيرة لا تتعدى بضعة سنتيمات عمقا.
الحرب الضروس التي فرضتها اسرائيل على الشعب الفلسطيني كانت تتطلب البكاء وإظهار كل عناصر الضحية لكسب عقول شعوب العالم كما فعلت فيتنام على سبيل المثال، لكن على العكس تماما ،لا تجد في خطاب الاسلام السياسي وإعلامه إلا صورة الفلسطيني الذي يزلزل الأرض تحت أقدام العدو والوعيد بيوم جهنم له إلخ ...
وفي ا لاعتقال الذي يتم من طرف الجيش الصهيوني لا تسمع إلا عن الأسير ومعروف أن الأسرى مفهوم يطلق على من يلقى عليه القبض وهو في حرب في جيش مسلح . وقد بلغت الوقاحة بهؤلاء أن أطلقوا على أصغر فتاة معتقلة تم إطلاقها أخيرا،لفظة الأسيرة ومن المؤسف أن هذا الوصف لم يعد مقتصرا على الإسلام السياسي فقط بل انخرطت فيه أوساط سياسية يسارية في الشرق تستعمل هذا الوصف ،تمشيا مع السياسة الإعلامية الانجليزية منذ الستينات ثم الامريكية ثم الفرنسية فيما بعد والتي تعامل الفلسطينين مع الجيش السهيوني على قدم المساواة : " اندلعت المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين " ، " تجدد العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين " وهكذا ....
لكن في سوريا تغير كل شيء رأسا على عقب ، البكاء ، تقمص شخصية الضحية ، فبركة صور درامية ، نشر خطاب ينفذ إلى القلب والوجدان عن استهداف الاطفال والنساء ونشر الدمار والخراب ....
يا إلهي عجبا ماذا وقع لهؤلاء وما هذا الحقد الذي يذهب إلى درجة أن يبين نفسه في مكان جبارا يرد الصاع صاعين وفي سوريا ، يظهر نفسه ضحية وهو فعلا في الحقيقة جبار مريض يقترف جرائم حرب في حلب وغير حلب ؟ لكن ربما أن من يشرف على المعركة الاعلامية والنفسية جهة لها تاريخ طويل في إظهار الجلاد ضحية ولن تكون هذه الجهة إلا اسرائيل وأمريكا وبريطانيا وما داعش والنصرة إلا وحوشا كلفت بالقتل والذبح والتدمير.
التعليقات