الصورة لاخر دكتاتور في الارجنتين، رينالدو بينيوني (1982-1983) والبالغ من العمر حاليا 88 عاما الغربال أنفو: وكالات - ادين خمسة ع...
الصورة لاخر دكتاتور في الارجنتين، رينالدو بينيوني (1982-1983) والبالغ من العمر حاليا 88 عاما
الغربال أنفو: وكالات -
ادين خمسة عشر ضابطا عسكريا سابقا امس الجمعة في بوينوس ايرس لتورطهم في ما يعرف ب "خطة كوندور" للقضاء على معارضين للدكتاتوريات في اميركا الجنوبية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
وضمن المدانين آخر دكتاتور في الارجنتين رينالدو بينيوني (1982-1983) البالغ من العمر حاليا 88 عاما. وهي اول محاكمة تركز على هذا المخطط الذي تسبب في تصفية او خطف 105 اشخاص بينهم سيدة حامل.
وكانت الولايات المتحدة من وراء هذا المخطط للاطاحة بالحكومات اليسارية والديمقراطية.
ونفذت معظم الاغتيالات وعمليات الخطف (89) في الارجنتين التي فر اليها العديد من الاورغوايين والتشيليين والباراغويين هربا من الاستبداد في بلدانهم وكانوا يعيشون في الارجنتين كلاجئين سياسيين.
وتصل الأحكام التي صدرت امس الجمعة إلى خمسة وعشرين عاما سجنا، لضباط عسكريين ساميين من دكتاتوريي الارجنتين، الذين تورطوا في مجازر وتجاوزات لا إنسانية في حق شعبهم في إطار “المخطط كوندور” ضد المعارَضة ابتداء من سبعينيات القرن الماضي.
وصدر الحُكم بحضور عائلات الضحايا يشمل رِيْنَالْدُو بِينْيُونِي البالغ من العُمر ثمانية وثمانين عاما الذي حُكم عليه بعشرين عاما سجنا.
لاوْرا إلْغْوِيتَا دِياثْ تعد من بين الناجيات من مخطط “الكوندور“، وتقول عن هذه الإدانات والأحكام لمراسل "اورونيوز" ببوينوس ايرس : “يوجد اثنان وعشرون شيليًا، اثنتان وعشرون عائلة تعيش في مختلف بقاع العالم في الظرف الحالي، تترقب هذا الحُكم. والآن، لدينا أمل في أن تكون هذه الخطوة البداية نحو الحقيقة، ونحو إمكانية توحيد بلداننا حول قيم العدالة والحق الذي تم إحقاقه في نهاية المطاف هنا في الأرجنتين”.
وخلال تلك الفترة العصيبة من سبعينيات القرن الماضي في العديد من دول أمريكا الجنوبية، وحَّد ديكتاتوريو كل من الأرجنتين والشيلي والأوروغواي والبرازيل وبوليفيا والباراغواي جهودهم لمطاردة المعارِضين اليساريين لأنظمتهم بمختلف أساليب القمع والاضطهاد، من بينها الاختطاف والتعذيب والقتل. ودفعت شعوب هذه البلدان ثمنا تراجيديا لهذا المخطط الرهيب “الكوندور”.
وكانت هذه الدول قد شرعت نهاية الثمانينات من القرن الماضي، في الانتقال سلميا من الدكتاتورية الى النظام الديمقراطي، عبر اشكال من المصالحة التاريخية، التي لم تحرم حق عائلات الضحايا من مقاضاة المتورطين في قتل ابنائها.
وتؤكد تجربة المصالحة بامريكا اللاتينية، التي اتخذها حقوقيون مغاربة نموذجا لطي صفحة الماضي، انها لم تسد الباب نهائيا امام الافلات من العقاب، وهو ماحدث فعلا في الشيلي بعد سنوات قليلة من ترسيخ النظام البرلماني، حيث تم محاكمة ديكتاتور الشيلي الدموي، اوغستو بينوشيه، بعد رفع الحصانة التي استفاد منها اثناء بداية الانتقال الديمقراطي.
وكانت منظمات وحقوقيون مغاربة يزعمون انه بالامكان اسنتساخ النموذج اللاتيني للمصالحة، الذين وقفوا فقط عند بداياته مدعين ان الاعتذار الرسمي عن جرائم الدولة ضد معارضيها وافلات مسؤوليها الساميين من العقاب والموافقة على استمرارهم في مناصبهم، ليس عقبة امام الانتقال الديمقراطي وطي صفحة الماضي؟
التعليقات