على مدى ثلاث سنوات التقى سرا ثلاثة اسرائيليين مع ثلاثة سعوديين. تمت اللقاءات في روما وتشيكوسلوفاكيا والهند. وتحدث الستة بانفتاح عن الت...
على مدى ثلاث سنوات التقى سرا ثلاثة اسرائيليين مع ثلاثة سعوديين. تمت اللقاءات في روما وتشيكوسلوفاكيا والهند. وتحدث الستة بانفتاح عن التحديات المشتركة للدولتين وعن ايران كعدو مشترك. وعن الاستقرار الاقليمي. على رأس الثلاثة الاسرائيليين كان دوري جولد الذي كان في حينه باحثا في المركز المقدسي للسياسات. وعلى رأس الثلاثة السعوديين كان [الجنوال السابق] انور عشقي المقرب من العائلة المالكة. وقد وضع عشقي ملاحظات بالانجليزية. شمعون شبيرا الذي يترأس اليوم هيئة وزارة الخارجية وكان في حينه باحثا في المركز المقدسي للسياسات وأحد المشاركين في المحادثات، سجل الملاحظات باللغة العبرية.
كان السعوديون والاسرائيليون منفعلون. "أنت لا تلتقي مع سعوديين كل يوم"، قال أحد الاسرائيليين الذي كان مشاركا في النقاشات. "فجأة انت ترى سعوديين مثقفين جدا وضالعون بالوضع العالمي، هم اشخاص يوجد ما نتحدث عنه معهم. وقد انفعلوا لرؤية اسرائيليين يتحدثون بنفس الروحية ومع نظرة مشابهة. فجأة تفهم أن اتفاق سلام مع السعودية ليس شيئا بعيدا. يجب توفر الظروف المناسبة وهذا سيحدث. هذا لن يحدث غدا لكنه ليس وراء جبال الظلام. عندما خرجنا من اللقاءات قلنا لانفسنا انه يوجد هنا شرق اوسط مع الكثير من الامل لمستقبل افضل".
في حزيران 2015 اصبحت اللقاءات علنية حينما صافح جولد عشقي خلال لقاء في معهد ابحاث واشنطن. بالتأكيد يمكن التعاون، اعلن عشقي امام الكاميرات. يوجد الكثير من المصالح المشتركة. وبعد ذلك ببضعة ايام تم تعيين جولد مديرا عاما لوزارة الخارجية. وزار عشقي قبل سنة القدس بدعوة من السلطة الفلسطينية وصلى في المسجد الاقصى.
العدو المشترك
ولا يمكن تجاهل المصالح المتشابهة التي تطورت مؤخرا بين اسرائيل والاردن، مصر، السعودية ودول خليجية اخرى والتي تسمى الائتلاف السني. صحيح ان العلاقات تتحرك بين الامل وخيبة الامل، يقوم القادة العرب والاسرائيليون بتقديم الورد والشوك لبعضهم البعض، لكن شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى تتجول في العالم العربي بتكرار غير مسبوق.
اسحق مولخو، مبعوث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، زار مؤخرا عدة مرات القاهرة. ومدير عام وزارة الخارجية جولد افتتح مجددا السفارة الاسرائيلية في القاهرة قبل بضعة اشهر. السيسي التقى مع وفد من قادة يهود وعلى رأسهم مالكولم هونلاين المقرب من نتنياهو. وقال السيسي ايضا انه يتحدث مع نتنياهو باستمرار. وابلغت مصر اسرائيل مسبقا انها تريد تسليم جزر تيران وصنافير للسعودية. وكشف افيجدور ليبرمان مؤخرا ان مصر تساعد اسرائيل في الحوار مع حماس. شخصيات رفيعة في جهاز الامن، منها رئيس الموساد، زارت السعودية. يئير لبيد التقى في نيويورك مع تركي الفيصل الذي كان في السابق رئيس الاستخبارات السعودية وسفير السعودية في الولايات المتحدة. وزير الدفاع موشيه يعلون التقى مع الفيصل في مؤتمر الامن في ميونيخ. وهذا رغم ان الفيصل قال مؤخرا ان العرب رفضوا في السابق محاولات المصالحة واليوم الاسرائيليون هم الذين يرفضون السلام.
في بداية السنة التقى وزير البنى التحتية يوفال شتاينيتس في أبو ظبي مع شخصيات رفيعة من الامارات العربية. وجولد ايضا زار تلك الدولة قبل بضعة اشهر وافتتح هناك الممثلية الدبلوماسية الاسرائيلية. وحسب مصادر اجنبية، هناك رحلة طيران مرتين في الاسبوع بين أبو ظبي واسرائيل. اثنان من لاعبي كرة الطائرة الاسرائيليين، اريئيل هلمان وشون فايغا، لعبا مؤخرا في قطر. وهما لم يشعرا بأي عداء تجاههما .
رئيس الموساد التقى مع الملك الاردني عبد الله، فقد اتصل رئيس الاركان جادي آيزنكوت مع ملك الاردن وتحدث معه حول تدخل روسيا في سوريا. وقد شارك جولد قبل نصف سنة في لقاء في الاردن. نائب رئيس الاركان يئير جولان قال في الاسبوع الماضي للمراسلين الاجانب في اسرائيل ان الاذرع الامنية تنقل معلومات لمصر والاردن من اجل المساعدة في الحرب ضد داعش. التفاهمات حول الحرم تبلورت مؤخرا بين اسرائيل والاردن. ايضا أيوب قرة، نائب وزير التعاون الاقليمي التقى مع شخصيات اردنية رفيعة في العقبة. "اذا استمر هذا التوجه ستنشأ خارطة جيوسياسية جديدة في الشرق الاوسط"، قال البروفيسور يورام ميتال من جامعة بن جوريون.
الشيخ حسن نصر الله، زعيم حزب الله، انتبه للشرق الاوسط الجديد الذي يتشكل أمام عينيه. "الخطر المركزي بالنسبة لحزب الله"، قال قبل بضعة اسابيع، "هو تحسين العلاقة بين اسرائيل والدول السنية". الاعداء المشتركين، حزب الله وايران، هما المادة اللاصقة. واعلنت دول الخليج مؤخرا عن حزب الله كمنظمة ارهابية. ويتوقع ان تطلب هذه الدول من مؤتمر الدول الاسلامية الاعتراف بهذا الاعلان.
وزير خارجية البحرين، خالد بن احمد آل خليفة قال قبل اسابيع ان ايران تهدد دول الخليج والاستقرار في الشرق الاوسط أكثر من اسرائيل. عبد الله الشمار، دبلوماسي سعودي سابق، قال مؤخرا لـ "وول ستريت جورنال" انه لو كان هو من يتخذ القرارات لما تردد للحظة في التعاون مع اسرائيل في كل ما يتعلق بالسياسة النووية الايرانية. وزير الاستيعاب زئيف الكين يوافق على هذه الطريقة.
التعليقات