برهنت فرنسا مجددا أنها السند الوحيد الذي يعتمد عليه المغرب في نزاع الصحراء الغربية، فبدونها كان المغرب سيخسر الكثير في هذا الملف. وكلما ...
برهنت فرنسا مجددا أنها السند الوحيد الذي يعتمد عليه المغرب في نزاع الصحراء الغربية، فبدونها كان المغرب سيخسر الكثير في هذا الملف. وكلما انحازت فرنسا أكثر الى المغرب، فقدت نقاط سياسية وتجارية مع الجزائر.
وصوت مجلس الأمن الجمعة على قرار جديد 2285 خاص بالصحراء الغربية الذي يمدد مهام المينورسو سنة أخرى ويطالب بعودة الشق المدني للمينورسو للصحراء والذين كان المغرب قد طردهم.
وجاء القرار متوازنا بين جبهة البوليزاريو والمغرب بفضل مساعي ومجهودات فرنسا طيلة شهر نيسان (أبريل) لتخفيف الضغط الأمريكي.
وكانت واشنطن قد أعدت مسودة قرار غير مريحة لمصالح المغرب وعرضتها على مجلس الأمن، تشمل ضرورة عودة الشق المدني لقوات المينورسو التي طردها المغرب في ظرف لا يتعدى الشهرين، وتهميش الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط.
وسعت فرنسا جاهدة الى التقليل من التأثير الأمريكي، فقد نجحت في رفع المدة من شهرين الى ثلاثة أشهر، وحققت إشارة القرار الجديد الى الحكم الذاتي ثم تفادي عقوبات ضد المغرب إذا لم يستجب لعودة مدنيي المينورسو ، وألقت الضوء على ما تعتبره تقدم حقوق الإنسان في حواضر الصحراء الغربية.
ويعترف المغرب بالدور الكبير لفرنسا في الدفاع عن مصالحه. وبدأ المغاربة يشيدون بباريس رغم الحملات التي تعرضت لها خلال السنة الماضية بسبب ملفات قضائية وفي إعادة تدريس بعض المواد الدراسية باللغة الفرنسية.
وسبق لدبلوماسي فرنسي أن صرح إبان الأزمة الماضية: ماذا لو تخلت فرنسا عن المغرب في ملف الصحراء؟ بدون شك سيكون في موقف لا يحسد عليه أمميا.
ومقابل الإشادة بفرنسا، يستغرب المغاربة الدور الأمريكي. وتشن الطبقة السياسية والإعلامية المغربية حملة ضد موقف واشنطن من الصحراء. ونشرت جريدة هسبريس في الإنترنت مقالات لباحثين مغاربة يتهمون واشنطن بمعاداة المغرب.
وكان الملك محمد السادس قد ألمح الى مؤامرة أمريكية ضد المغرب في الصحراء في خطابه في الرياض الأربعاء من الأسبوع المنفرط. ويتحدث سياسيون مثل الأمين العام للحزب الاشتراكي المغرب إدريس لشكر عن تهديد أمريكي صريح لمصالح المغرب في الصحراء.
وترتفع أسهم فرنسا السياسية في المغرب، ولكن في المقابل تتعرض لهجمات سياسية من جبهة البوليزاريو والجزائر.
ولا يستبعد المهتمون بتراجع العلاقات الفرنسية-الجزائرية بسبب موقف باريس من نزاع الصحراء. وقد تعمل الجزائر على ترجمة غضبها من فرنسا من خلال إجراءات مثل تقليل الحضور الاقتصادي الفرنسي. وهي تقنية لجأت لها حتى الأمس القريب.(راي اليوم)
التعليقات