احاول قدر الإمكان التعفف والابتعاد عن المواضيع التي تثير Buzz ...لأسباب متعددة ليس أقلها محاولة عدم السقوط السهل ضحية الإشاعة والإشاعة ا...
احاول قدر الإمكان التعفف والابتعاد عن المواضيع التي تثير Buzz ...لأسباب متعددة ليس أقلها محاولة عدم السقوط السهل ضحية الإشاعة والإشاعة المضادة ..
أقول أحاول ذلك واظل مثل كثيرين أتابع بانتباه ما يقوله هذا وما يرد به ذاك ...خاصة حين تستعر خطوط التماس ويبدأ القذف ببعض الأسلحة الثقيلة في وزنها الأخلاقي وبعدها الاجتماعي ..
في كل الأحوال هو اختيار شخصي أحاول الالتزام به في محاولة أيضاً لتخليق أساليب وأدوات ومفردات النقاش بيننا كمواطنين و مواطنات .. متمنيا أن أكون على صواب ..
إلا أن ما يجري منذ واقعة خولة ودنيا من تراشق كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ومن اتهامات واتهامات مضادة جعلني أتذكر قصة أنف كليوباترا ..الذي لا زالت حكايته مضرب الأمثال في ثقافات كل شعوب الأرض ..
يحكى بأن قادة الإمبراطورية الرومانية وعلى رأسهم يوليوس قيصر وقعوا في حب الملكة كليوباترا الفرعونية .. وتنافسوا في التقرب منها ونيل رضاها إلى أن تمكن من ذلك الرجل الثاني في تلك الإمبراطورية مارك أنطوان .. ويحكى أن انف كيلوباترا كان جميلا جدا وجذابا مما حذا بالكاتب الفرنسي الشهير Blaise Pascal ..إلى إطلاق مأثورته المعروفة حول أهمية حجم ذلك الأنف وشكله في الأحداث التاريخية الساخنة التي عرفتها الإمبراطوريات الكبرى وقتها ..
لم يتكسر وقتها أنف الملكة الفرعونية بل تكسرت حوله قلوب وقامت حروب خفية وعلنية وكثرت دسائس القصور ليكون لذاك الأنف دور محوري في التاريخ القديم ويصبح شكله مضرب الأمثال .. وهنا مربط الفرس كما يقال ..
فأي علاقة بين انف كيلوباترا معشوقة الملوك والقادة وبين الأنف المكسور للممثلة المغربية المعروفة دنيا بوتازوت ؟ هل هذه القيامة عبر اليوتوب والمواقع الإلكترونية والفيسبوك لها مبرر حقيقي وعميق ؟ أليست السيدة بوتازوت مواطنة مغربية مثل سائر المواطنات والمواطنين الذين تقع عليهم أو لهم بعض مطبات الحياة ؟
طيب ...
تقول الحكاية/الحكايات بان هذه الممثلة استعملت المحسوبية لقضاء أغراضها الإدارية وأنها عوملت بشكل استثنائي على حساب طوابير الانتظار العادية .. وهو ما أغضب بعض المواطنين والمواطنات الذين يجب ان نعتز بكونهم أصبحوا يعرفون كيف يحتجون ومتى يحتجون .. وهذا مكسب سلوكي وقيمي هام في اعتقادي ..
الذي وقع بعد ذلك تتعدد حوله الروايات إلى درجة خيالية تذكر فعلا بأنف كليوباترا و دوره المعروف في التاريخ ..فقد بدأ الشد والجذب وانتهى بشيء من الضرب الذي تكسر على أثره أنف السيدة بوتازوت وتكسر بالمقابل مستقبل الشابة خولة .. الاولى تنام في المستشفى والثانية تنام في ضيافة الشرطة وتقدم للمحاكمة .. وهاهي الوقائع والقراءات تتناسل وكأن زلزالا إرهابيا ضرب البلد ...
وبدون اطناب أو تطويل أقول لكل أصحاب الروايات والقصص والمحكيات والتأويلات ..من فضلكن/م كفى .. فما جرى بين هذين المواطنتين ليس شيئا خارقا يتوقف على نتائجه تاريخ البلد أو مصير الأمة ..
أخيراً لقد ماتت كيلوباترا التي صنع أنفها الأعاجيب أما السيدة بوتازوت فنحن نتمنى لأنفها الشفاء العاجل والذي لن يكون شفاء كاملا دون إطلاق سراح الشابة خولة وطي الحكاية على إيقاع الصلح والتسامح ..
التعليقات