*أحمد عبد الغفار من المعروف أن العالم الغربي يتقدم تكنولوجيًّا عن العالم أجمع بخطوات بعيدة، وتتقدم أمريكا عن العالم الغربي بخطوات أب...
*أحمد عبد الغفار |
من المعروف أن العالم الغربي يتقدم تكنولوجيًّا عن العالم أجمع بخطوات بعيدة، وتتقدم أمريكا عن العالم الغربي بخطوات أبعد وأكبر.
لديها أكبر جيش عرفه التاريخ، لا توجد بقعة على وجه المعمورة إلا وتغطيها قوة عسكرية أمريكية.
أقوى اقتصاد, أفضل تعليم وجامعات, أكثر نظام سياسي مستقر بمؤسساته وألعابه السياسية.
تسبق أكبر منافسيها الصين وروسيا عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا لدرجة جعلتها القطب الأوحد والأعظم هل ستنهار؟!
الأيام دول فكل إمبراطورية ما توسعت إلى أقصاها إلا تقزمت وتفككت.
-فشاب في أوائل عشرينات عمره يخرج من بيلا المقدونية يغزو العالم حتى وصل إلى جبال الهمالايا في أقصي الشرق ليحكم الشاب – الإسكندر الأكبر – كل الإمبراطوريات التي ظهرت قبله مثل مصر وفارس ليصبح سيد العالمين.
بعد موته بسنوات بسيطة تفككت هذة الإمبراطورية.
-روما جعلت من البحر المتوسط بكل ما فيه بحيرة رومانية وفرضت ما أسموه السلام الروماني Pax Romana وسقطت, وإن ظلت تحكم تحت اسم هذا المسمى عدة قرون!
-المسلمون العرب خرجوا من صحرائهم القاحلة فاتحين للبلاد، حتى أصبحت الدولة الإسلامية حدودها المحيطين الهندي والأطلسي وتكاد تتماس مع الهادي! وسقط أندلسهم وخلافتهم وأصبحوا مقسمين من قبل أعدائهم إلى دويلات!
-العجوز جنكيز خان المغولي اكتسح السهل الإستبسي الأوراسي العظيم حتى أسس أعظم وأكبر إمْبراطُوريّة عرفها البشر حتى وصلت هذة الإمْبراطُوريّة إلى كوريا في أقصى الشرق وسهول سيبريا في الشمال وإلى مشارف مصر في الغرب.
وانهارت مثل أي إمْبراطُوريّة.
– الإنجليز سيطروا على ربع يابسة الأرض تقريبا وجميع بحار العالم وما يقارب من المليار نسمة لمدة قرن كامل من الزمان بدون منافسة حتى من فرنسا العدو اللدود حتى تساءلوا هل الله بريطانيا؟ God Brith
إذا فكل الإمبراطوريات تسقط.
منذ سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على الحكومات المنتخبة في أمريكا، أصبحت الإدارة لعبة في يدها تبدأ بتمويل الحملات الانتخابية الباهظة للمرشحين وتنتهي بوضع يمين متطرف يكلف الولايات المتحدة ما يقارب 4 تريليون دولار حربا على العراق وأفغانستان –دراسة لجامعة براون الأمريكية – لا تخدم غير شركات السلاح والنفط. «لماذا تبدو حظوظ دونالد ترامب عالية؟».
نعوم تشومسكي «الولايات المتحدة الأمريكية تتراجع في قوتها منذ الأربعينيات»
لك أن تعلم أن أمريكا كانت في وقت من الأوقات تملك ثلاثة أرباع السوق العالمي, ثم ظهرت الصين كقوة اقتصادية كبرى تتجاوز ألمانيا واليابان وبعد عقود قليلة ستتجاوز أمريكا.
فالاقتصاد الأقوى كان هو الأساس لبناء الدولة الأعظم في جميع المجالات في الولايات المتحدة.
الآن الصين تبدو الوريث المتوقع لتحل محل الإمبريالية الأمريكية, فيبدو أن تنبؤ نابليون بونابرت للصين في محله, واستيقظت الصين فعليا على يد الزعيم «دنغ شياوبنغ» 1978-1992 واضع رؤية النصف قرن لتسيطر الصين سياسيًّا واقتصاديًّا على العالم.
على سبيل المثال الصين دائن للولايات المتحدة بحوالي 1.3 تريليون دولار من أصل حوالي 6 تريليون دولار دينا عاما خارجيًّا على الولايات المتحدة وهي لعبة اقتصادية في واقع الأمر تلعبها الصين –بجانب الاحتفاظ باحتياطي نقدي يقدر ب3.32 تريليون دولار- لإبقاء عملتها في وضع مقارن نسبيا للدولار يسمح لها بتوسعة صادرتها بتخفيض قيمة عملتها الرينمنبي.
فالخبير العالمى «جولدمان ساكس» يتوقع أن يتخطى الاقتصاد الصيني نظيره الأمريكي في جميع الأوجه والوجوه بحلول عام 2041.
ظهرا هذا جليا عسكريا فبعد أن كانت منطقة الشرق الأوسط هى محور السياسة الأمريكية لعقود، تبدو منطقة الباسيفيكي أكثر أهمية وإلحاحا في السياسة الخارجية الأمريكية، لمحاولة احتواء التنين الصاعد.
فأمريكا- قريبا -لن يبقى لها أي حاملة طائرات في الخليج العربي الغني بموارده النفطية، وطبقا لمسئول أمريكي لصحيفة القدس فبعد عقد الاتفاق النووي الإيراني فالاولوية الآن لآسيا والمحيط الهادي.
فالولايات المتحدة تبقي تايوان غصة في حلق الوطن الصيني، وتمد أمريكا – الدولة التي تريد إعلان الاستقلال رسيما عن الصين – بأحدث المعدات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية وتعد بحمايتها ضد العدوان من الصين، وتثير أكثر قضية التبت للضغط أكثر سياسيا على الصين.
فالصين تنمو كالسرطان اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا والولايات المتحدة ومنذ حكم الصقور في إدارة بوش الابن تحاول احتواء الصين أيضا اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا.
لكن يبدو أن الحزب الشيوعي الصيني يسير على نهج الآباء المؤسسين، حيث لا احتكاك مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى بناء الدولة الأعظم.
فحتى التحرشات الجوية والبحرية الأمريكية للصين وعدم الرد عليها يرجع إلى سياسية الصبر التي ينتهجها الحزب الشيوعي.
فأمريكا قد تنجح باحتواء الصين والصين قد تنجج في سياستها الإستراتيجية.
لكن المؤكد أن نجم الولايات المتحدة قد بدأ بالأفول! حيث الصين وبزوغ نجمها.
التعليقات