الأناضول كشفت عملية جمع بيانات لوزارة الدفاع الجزائرية، أن الجيش دمر 26 مخبأ للجماعات المسلحة التابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد ا...
الأناضول
كشفت عملية جمع بيانات لوزارة الدفاع الجزائرية، أن الجيش دمر 26 مخبأ للجماعات المسلحة التابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب"، وجماعة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش"، منذ مطلع العام الجاري.
وتشير بيانات تنشرها وزارة الدفاع الجزائرية بشكل ملفت ومستمر خلال الأشهر الاخيرة، في كل مرة إلى تدمير مخابئ للإرهابيين، ومصادرة ما فيها من أسلحة ومؤن، "في عمليات لتدمير بنية تحتية شرعت الجماعات المسلحة في وضعها قبل 20 سنة"، حسب خبراء أمنيين.
ولفتت حصيلة سابقة للوزارة، أنه تم عام 2015 فقط "تدمير 548 مخبأ للمجموعات الإرهابية، أغلبها شمالي البلاد".
وتثير بيانات القوات المسلحة، المتعلقة بتدمير مخابئ الإرهابيين (بيانات شبه يومية)، التساؤل حول وجود عملية عسكرية يخوضها الجيش الجزائري للتخلص من مخابئ الجماعات المسلحة.
ويقول العسكري الجزائري الرائد المتقاعد عوّال محمد العيد، للأناضول، "المخابئ التي يعلن الجيش الوطني الشعبي عن تدميرها، هي عبارة عن حفر يقوم الإرهابيون بحفرها في الجبال على شكل أنفاق، يقومون فيما بعد بتحصينها للاحتماء من الغارات الجوية، كما يستغلونها للاحتماء من الطقس شديد البرودة في جبال الجزائر شتاءً" .
في الجزائر تسمى الأنفاق السرية "كازمات" وهي جمع "كازما"، كما يقول الرائد محمد العيد "فبعض المخابئ أو الأنفاق طويلة وتمتد لعشرات الأمتار تحت الأرض، وتستغل كمراكز قيادة ولإخفاء المؤن والأسلحة، ويمكن للإرهابيين البقاء فيها عدة أسابيع، وقد مكّنت الإرهابيين من الصمود في مواجهة الجيش".
وتابع المتحدث "بعض هذه الأنفاق السرية أقيم قبل أكثر من 20 سنة، حيث بدأت المواجهة بين الجيش الجزائري والجماعات المسلحة عام 1992، عندما أعلن عن إلغاء نتائج انتخابات نيابية فاز فيها الإسلاميون".
وقال الخبير الأمني والعسكري الجزائري حمادة بلقاسم للأناضول "يبدو من الواضح أن الجيش الجزائري يسابق الزمن من أجل تدمير ما يمكن أن نسميها البنية التحتية للجماعات والمنظمات الإرهابية".
وأضاف "هذه البنية التحتية هي عبارة عن مخابئ محصنة وأنفاق وكهوف قديمة، تحولت إلى قواعد يستغلها الإرهابيون للاختباء وإخفاء أسلحتهم، وقد لعبت هذه المخابئ دورًا محوريًا في حماية عناصر الجماعات المسلحة المتشددة من الغارات الجوية أثناء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الجزائري".
ويقول الصحفي الجزائري المتخصص في الشأن الأمني فوزي بوعلام "إن الحملة التي يشنها الجيش الجزائري في الأشهر الأخيرة ضد المخابئ التي يستغلها مسلحو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليست جديدة، حيث يعلن الجيش منذ سنوات طويلة عن عمليات لتدميرها".
ويضيف المتحدث للأناضول "تدمير الأنفاق يتم أثناء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الجزائري لتعقب الجماعات المسلحة، وأثناء تقدم قوات الجيش في الجبال يعمد المسلحون للفرار تاركين خلفهم المخابئ التي يقوم الجيش بتدميرها بعد تفتيشها، حتى لا يعود المسلحون لاحتلالها مجددًا".
وقال الدكتور سعيد بن رتيل، المختص في الشأن الأمني للأناضول "أعتقد أن سبب زيادة عدد الأنفاق التي يعلن الجيش الوطني الشعبي عن تدميرها في بياناته الأخيرة، هو أن الجيش نفذ في الأشهر الأخيرة عشرات عمليات العسكرية صغيرة وكبيرة للبحث عن المسلحين التابعين لتنظيم القاعد في بلاد المغرب وجماعة جند الخلافة الموالية لتنظيم داعش، وبما أن عدد العمليات العسكري كبير من الطبيعي أن يكون عدد الأنفاق والمخابئ المدمرة كبيرًا أيضا"، وفقاً لتعبيره.
التعليقات