الغربال أنفو: متابعة - في الوقت الذي تتضارب فيه الانباء حول مصير المصفاة الوحيدة لتكرير النفط بالمغرب، بين الاقفال النهائي واعادة ت...
في الوقت الذي تتضارب فيه الانباء حول مصير المصفاة الوحيدة لتكرير النفط بالمغرب، بين الاقفال النهائي واعادة تشغيلها من طرف شاري جديد، شرعت بعض الابناك في توجيه اشعارات تنبيه للمستخدمين ، والتهديد بتحويل ملف ديونهم للمحكمة التجارية مع ما يعني ذلك من مصادرة ممتلكاتهم في حالة عجزهم عن توفير اقتطاعات السكن باقامتي 3 مارس و9 جوييي بالمحمدية.
ويرزح غالبية المستخدمين تحت وطأة الديون والاقتطاعات البنكية سواء للسكن او لوسائل التنقل ومصاريف دراسة الابناء.
يوم الاثنين 21 مارس 2016 كان يوما مشؤوما، حين ادى نبأ صدور الحكم بتصفية الشركة، الى وفاة العامل عطوبي زكرياء، الذي لم يحتمل قلبه هذه الصدمة القاتلة.
وكانت قيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قد قالت في بلاغ اصدرته اثر لقائها بوزير الداخلية، ان حقوق ومكتسبات العمال لن تمس في خضم الازمة الراهنة لشركة سامير.
ويعيش العمال المستفيدين من اقامتي السكن المذكورتين، حالة قصوى من التوتر، مخافة اقتلاعهم من شققهم خاصة وان موقع الاقامتين المحادي لشاطىء المحمدية، يسيل لعاب سماسرة العقار الذين سيطروا على القرار المحلي للمدينة ولهم اليد الطولى في المؤسسات المالية والابناك.
ومن ضمن أكثر الاحتمالات سوءا على 6000 مستخدم بالشركة وعلى الرواج الاقتصادي بمدينة المحمدية، حديث تناقتله بعض الاوساط عن وجود مخطط قديم لاجتثات سامير من المحمدية، يستهدف تحويل المنطقة الساحلية بين البيضاء والمحمدية، برمتها، الى منتجعات سياحية واقامات وفنادق ، يشابه الى حد ما منتجعات ابي رقراق بين الرباط وسلا.
وتزداد الاحتمالات نحو هذا المنحى، باقدام الدولة على بناء منشئتين كبيرتين لتخزين الغاز بالجرف الاصفر، ضمن مشروع ضخم للطاقة ببناء محطتين لتوليد الكهرباء من الغاز السائل بطنجة والجرف، بقيمة تزيد عن 4 ملايير من الدولار.
ولا يعير "الراي العام" المحلي بالمحدية، اي اهتمام بتصفية شركة سامير، ولا حتى الجمعيات التي لطالما استفادت من دعم هذه الشركة، بطريقة أو أخرى.
ويرى مواطنون من سكان المحمدية، بشكل مغلوط، ان اغلاق أو بقاء المصفاة سيان، ماداموا لم يستفيدوا من الارباح الطائلة للشركة، اللهم الثلوت وامراض الحساسية وغيرها. والواقع المر الذي لا ينكره احد، ان الاموال التي تخصص للمدينة من طرف الشركة، لم تذهب غالبيتها لتعزيز بنياتها الصحية المتهالكة ومرافقها الرياضية والترفيهية التي اصابها الاهمال، كما هو الشأن بالنسبة على سبيل المثال فريق شباب المحمدية، الذي بعد تاريخ طويل من الامجاد البطولية، لم يعد احد يسمع به.
من جانب اخر، يرى الباحث الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي أن ملف سامير مرتبط بقرار خوصصة هذه الشركة سنة 1996 ولا يمكن فصله عن سياق تحرير قطاع المحروقات.
وقال اقصبي في تصريح ل"لجزيرة نت" أنه "كان واضحا أن الشروط التي تم بها تفويت هذه الشركة إلى القطاع الخاص جعلت الجهة المستفيدة تحس أنها فوق القانون، وأنها غير ملزمة بتطبيق بنود دفتر التحملات، مما جعل المشاكل المالية لهذه الشركة تتراكم، إضافة إلى إشكاليات التدبير والتسيير، وشروط التمويل وتوزيع الأرباح، والاقتراض من المؤسسات البنكية بأسعار فائدة مرتفعة".
وكانت الدولة المغربية قد سدت الباب امام اي امكانية للتسوية مع الميليونير السعودي العمودي ودفعت بالازمة نحو التصفية القضائية.
الى ذلك، يضع العمال ايديهم على قلوبهم وهم ينتظرون ماستؤول اليه الشركة ، بعد انقضاء مهلة 3 اشهر. والى ذلك الحين، يبقى العمال واسرهم ضحية حرب نفسية مستعرة، امام ضبابية افاق الشركة ومآلاتها، خشية منهم ان ياتي الدور عليهم، ليقعوا فريسة تحت رحمة الابناك؟
التعليقات