الصورة: مقبرة للمسلمين بفرنسا (ارشيف جوجل) توفي زوج أختي قبل سنين بفرنسا... فذهبنا الى الجنازة رجالا ونساء لدفنه كما يحدث في اوروبا ...
الصورة: مقبرة للمسلمين بفرنسا (ارشيف جوجل)
توفي زوج أختي قبل سنين بفرنسا... فذهبنا الى الجنازة رجالا ونساء لدفنه كما يحدث في اوروبا ... فما كان من الفقيه المغربي (الذي جاء للاشراف على عملية الدفن) الا ان دخل في نقاش مع عائلة زوج اختي امه واخوته واولاده , والجميع معظمهم ولد وعاش قي فرنسا ليشرح لهم بأنه لا يجوز للنساء الدخول الى المقابر في الاسلام , وحيث ان معظمهم كانوا جزائريين ولا يفهمون العربية كثيرا ... فلم يجدوا تفسيرا لسلوك هذا الفقيه سوى كونه " فقيها مغربيا والفقهاء المغاربة لا يفهمون في الإسلام."
بعد الدفن تقدم افراد العائلة لوضع زهور على القبر , فما كان من الفقيه الا ان حمل الزهور ورماها بعيدا ... وهو يصرخ بأن وضع الزهور على المقابر عادة غير اسلامية , وزاد الطين بلة حين تقدم أحد أصدقاء زوج اختي وكان فرنسيا , فوضع رسما للعذراء على القبر مع قنينة نبيذ, هنا جن جنون الفقيه ودفع بالصديق المندهش بعيدا وهو يصرخ " اللهم هذا منكر"... بينما كان الصديق يردد " هذا صديقي وانت لا شأن لك بما أضع على قبره... أنت مجرد موظف "... ثم تقدم بهما نحو أختي والدموع في عينيه " ضعيهما على قبره حين تعودين لزيارته مرة أخرى ".
من عادة الناس في اوروبا حضور الجنازات بشكل انيق , بينما نحرص في المغرب على اظهار حزننا دون الاهتمام بمظهرنا , هذا الاختلاف لم يضايق احدا منا, هم تفهموا اهمالنا لمظهرنا ونحن تفهمنا أناقتهم. وحده الفقيه كان في قمة غيظه من هؤلاء الذين نسوا قيم الاسلام وجاؤوا الى جنازة على هيئة النصارى (حسب تعبيره). ولم يتوقف عن ترديد عبارة (" لا حول ولا قوة الا بالله).
مرت هذه الجنازة كمسرحية من الكوميديا السوداء , كان بطلها الرئيسي فقيه يجهل تماما كيفية التعامل مع الاختلافات الثقافية والدينية , بينما من المفروض ان يكون هو احد الذين يقدمون الاجوبة عن كيفية تعليم الشباب طريقة التعامل معها بمرونة.
هذا الإمام هو نموذج من الأئمة الذين يبعثهم المغرب إلى فرنسا للتعريف بالاسلام ... ولتقديم إجابات عن الاختلافات بين الشعوب والاديان لشباب لا يعرفون عن الاسلام شيئا . وهؤلاء الأئمة مسؤولون بدورهم عن الفهم الخاطئ للاسلام ... عند الشباب المغربي والعربي عموما في اوروبا... ومسؤولون عن هذا المستوى من التطرف الديني الذي وصلنا إليه , والذي لا علاقة له بطبيعة المغرب المنفتحة.
* المصدر: https://www.facebook.com/farida.elatefi
التعليقات