حسين مجدوبي (القدس العربي) - بدأ خبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا يتحققون من سيناريو مرعب كانوا يخشون وقوعه وجاءت تفجيرات بروكسل لتؤ...
حسين مجدوبي (القدس العربي) -
بدأ خبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا يتحققون من سيناريو مرعب كانوا يخشون وقوعه وجاءت تفجيرات بروكسل لتؤكد احتماله القوي مستقبلا، وهو الارتباط بين عالم الإجرام المنظم وعالم الإرهاب، وبدأ هذا السيناريو خلال تفجيرات مدريد الإرهابية سنة 2004.
في هذا الصدد، أبرز بيرنارد سكوارسيني المدير السابق للإدارة العامة للأمن الداخلي، وهي مخابرات داخلية في فرنسا، في حوار مع جريدة «لوفيغارو»عدد الخميس من الأسبوع الجاري، ارتباط المتطرفين المعروفين في الإعلام الغربي بـ»الجهاديين»بعالم الإجرام سواء المنظم أو الإجرام على مستويات صغيرة.
وركز على حالات ومنها الشقيقان بكراوي من منفذي تفجيرات بروكسل يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، حيث قدما من عالم الإجرام إلى الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى خطورة التفاعل القائم حاليا بين عالم الإجرام وعالم الإرهاب.
واعتبر هذا المسؤول الأمني السابق أن حالة منفذي تفجيرات بروكسل ليست جديدة، بل تعود إلى التسعينيات عندما تورط خالد كلقال في تفجيرات في فرنسا سنة ،1995 وكان قد قدم من عالم الجريمة إلى الإرهاب وقتها بعدما انضم إلى جمعية إسلامية. واعتبر أن الظاهرة في ارتفاع مقلق للغاية في أوروبا، ويكفي رؤية وتتبع مسار الإرهابيين في أوروبا، بل يوجد إرهابيون يؤمنون بأعمال إجرامية لتمويل نشاطهم المتطرف.
وفي رأي آخر، وهذه المرة لخبير في الشأن المغربي، وهو أستاذ في جامعة باريس الأولى، بيير فيرمين، ألقى الضوء في حوار مع جريدة «لوفيغارو» منذ أيام على علاقة تهريب المخدرات بالإرهاب الحاصل مؤخرا. ويرى أن صلاح عبد السلام نجح في الاختباء منذ 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تاريخ تفجيرات باريس حتى اعتقاله يوم الجمعة الماضية في بروكسل بفضل تواطؤ أفراد من عصابات الإجرام المنظم معه.
وركز على معطى يقلق الآن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وهو الاختلاط الحاصل بين شبكات تهريب المخدرات من شمال المغرب وبعض المتطرفين. ويرى أن بعض الخلايا الإرهابية الجهادية نشأت في عدد من دول الاتحاد الأوروبي ولاسيما في بلجيكا وعلى رأسها بروكسل من وسط هياكل عصابات تهريب مخدر القنب الهندي الآتي من شمال المغرب وتسيطر عليه عصابات بعضها مغربية. ويتهم السلطات الأوروبية بالتغاضي عن زراعة المخدرات في المغرب بسبب ما تلعبه مادة القنب الهندي من استقرار في شمال هذا البلد المغاربي، والسماح بشكل غير مباشر للمهاجرين من أصول مغاربية بالاتجار في هذه المادة المخدرة.
وتم الانتباه إلى علاقة المخدرات بالإرهاب في تفجيرات آذار/مارس 2004 في العاصمة مدريد عندما أدت أربعة انفجارات في قطارات مختلفة إلى مقتل 191 شخصا وجرح قرابة ألف. وقتها تبين أن أحد المتورطين والذي انتحر رفقة أصدقائه لاحقا والملقب بـ»تشينو» أي الصيني، كان يتاجر بالمخدرات وحصل على المتفجرات من شاب إسباني كان يعمل في المناجم مقابل إعطائه مخدر القنب الهندي.
وكانت الأجهزة الأمنية الإسبانية قد ركزت كثيرا على معالجة هذا الارتباط، واعتبرته مقلقا للأمن القومي للبلاد بحكم دخول نصف القنب الهندي من شمال المغرب إلى أوروبا عبر السواحل الإسبانية. لكن التحريات لاحقا جعلت الموضوع متوسط الخطورة وليس عالي الخطورة.
ويعتقد خبراء مكافحة الإرهاب أن المتطرفين يستفيدون من تجار المخدرات والإجرام المنظم على مستويات متعددة، أبرزها:
في المقام الأول، استقطاب مجرمين بعد توبتهم، حيث يصبح المجرم السابق الأكثر تطرفا واستعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية، وهذه ظاهرة لا توجد فقط في أوروبا بل حتى في الكثير من الدول العربية.
في المقام الثاني، الاستفادة من عائدات المخدرات ومنها المخدرات التي تباع في الأحياء الأوروبية، وكذلك الاستفادة من طرق هروب المهربين والاختباء وتزوير البطاقات الشخصية والهويّات.
التعليقات