التصعيد الذي تعرفه الحركة الاحتجاجية المشروعة للأساتذة المتدربين لم يحدث عبثا، إنه مخاض عسير نابع من عين المعاناة، و كل هذا أتى نتيجة لع...
التصعيد الذي تعرفه الحركة الاحتجاجية المشروعة للأساتذة المتدربين لم يحدث عبثا، إنه مخاض عسير نابع من عين المعاناة، و كل هذا أتى نتيجة لعدم مصداقية السلطة و طرفها الحكومي الذي اختار عمدا تنزيل العديد من المبررات الواهية عوض تنزيل قواعد الحوار، و ذهبت هذه السلطة إلى حد توزيع كل أنواع الاتهامات الواهية و التي لا تستند إلى أساس لحركة الأساتذة المتدربين ، و ذلك بالرغم من أن أهداف الحركة الاحتجاجية كانت و ما تزال بعيدة عن السياسوية، بل إن من سيسها هو الشاف ديال الحكومة الذي هدد بالاستقالة في حال المصادقة على المرسومين موضوع الخلاف، و المحصورين في مسألة التوظيف و المنحة.
لكن ما كان يقلق الطرف الحكومي هو ما حدث بالضبط، فالأمر أصبح يكتسي طابعا سياسيا، اللي خافت منو السلطة طاحت فيه، فالأمر أصبح يكتسي طابعا سياسيا يدل على محدودية التعاطي الحكومي مع الملفات الاجتماعية و عجزها عن إدارة الأزمات، بعيدا عن التعنت و العنتريات.
و يبقى السؤال، ألم يبدأ مسلسل تسييس مطالب اجتماعية و مهنية تتعلق بكرامة و حقوق الأساتذة المتدربين من أبناء شعبنا، فمنذ أن سالت دماء الطلبة و الطالبات بغزارة على إسفلت شوارع المدن، و منذ أن اختار الطرف السلطوي الظالم تكسير عظام نخبة و أساتذة الغد بعد استنفار قوات التدخل السريع و إصدار الأوامر بمنع أي تظاهرة و لو كانت سلمية للمطالبة بحق ضائع، بمعنى أن يتم المنع بالاستعمال المفرط للقوة، بل و تنكرت السلطة و حكومتها لنضالات آباء و عائلات هؤلاء الأساتذة المتدربين و الذين ضحوا بالكثير من أجل أن يواصل أبنائهم تعليمهم في كل مراحله، نحن هنا لا نتكلم عن مدارس البعثات الأجنبية أو مدارس التعليم الخصوصي أو المنح التي توزع بسخاء على أبناء الأثرياء و النافذين.
أعتقد أن رئيس الحكومة يعلم قبل غيره أن التعليم بالمغرب ليس نزهة و إنما هو عبارة عن معاناة مع الإمكانيات و المناهج الدراسية المتخلفة و المرتجلة و الآفاق المظلمة التي تنتظر أبناء الشعب حتى و لو حصلوا على أعلى الشهادات، و مهما كان نبوغهم في ميدان من الميادين العلمية.
و بدلا من أن تؤسس السلطة لقواعد جديدة للحوار، فإن الحكومة انخرطت في الشكوى من الأساتذة المتدربين الذين يرفضون الالتحاق بصالون رئيسها، لكن الأهم بالنسبة لهذه السلطة هو أن ترتدي قناع المثل القائل : " ضربني و بكى و سبقني و شكى"، و ذلك في محاولة يائسة للتغطية على التضامن الشعبي الهائل لحركة الأساتذة المتدربين، و هو التضامن و التعاطف الذي يتجدد كل يوم و يمهد الطريق لانتصار الحق على الباطل، خصوصا و أن حركة الأساتذة المتدربين حققت انتصارها الأول حين فضحت السياسة اللاشعبية السائدة في هذه البلاد، و التي ترتدي في كل موسم لونا معينا للتمويه باسم ديمقراطية مخدومة و مفصلة على المقاس الذي يريدونه لها.
أحمد السنوسي بزيز
https://www.facebook.com/Ahmed-Snoussi-Bziz-272575796240801
التعليقات