لا تناقض عندي بين أن أدعم الموقف الرسمي المغربي من القضية الوطنية حين يكون أكثر جرأة وشجاعة في الدفاع عن حقوق المغرب التاريخية في الصحرا...
لا تناقض عندي بين أن أدعم الموقف الرسمي المغربي من القضية الوطنية حين يكون أكثر جرأة وشجاعة في الدفاع عن حقوق المغرب التاريخية في الصحراء ويعبر عن اتجاه الرأي العام الوطني الذي عبر ولا زال عن امتعاضه من طريقة التدبير المستفردة بالملف وما أفرزته من انتكاسات متوالية في العلاقة مع مستجدات وتقلبات المصالح الدولية وبين أن أكون يساريا أو إسلاميا يرفض الريع في الصحراء الذي أنتج نخبا فاسدة تقايض الموقف بالمال وتجعل ثروات بلادي بما فيها الصحراء بيد حفنة من أصحاب المأذونيات و أن أدافع عن ديموقراطية حقيقية صلبها توزيع عادل لخيرات وطني وافقها ملكية برلمانية تفصل السلطة عن الثروة وتبعد المخزن عن السياسة..
لا تناقض عندي بين أن اتظاهر لأجل القضية الوطنية حيثما كنت في غرناطة أو جنيف أو الرباط ولا انتظر لأجل ذلك طلبا من أحد حزبا أو جمعية أو دولة ولا اطلب من ورائه مقابلا ولا اتملق به اية جهة.. وبين أن اتظاهر واندد بعنف الدولة وجبروتها تجاه المعطلين والأساتذة وان أرفض أن يؤدي الشعب المقهور فاتورة سياسة لاشعبية ولا ديموقراطية املتها التبعية للدوائر المالية العالمية و أرفض سياسة الحكومة الحالية التي تركت بجبن وتواطئ الفساد ينخر البلاد والعباد واهتمت بتفقير وقهر شعب مغلوب على أمره..
لا تناقض عندي بل انسجام تام مع نفسي أن اتظاهر يوم 13 مارس ضد ما اعتبره مؤامرة محبوكة تستهدف وطني بعد أن صمم على المضي في طي صفحة ملف أريد به استنزاف المغرب والمغاربة الذين أدوا ولا زالوا من دمهم وقوتهم لأجل الصحراء وأن اتظاهر يوم 20 مارس دعما للأساتذة وغيرهم أو دعما لحرية التعبير واستقلال القضاء..
أن تكون يساريا أو إسلاميا لا يعني أن ترفض كل مبادرة تدافع عن الوطن ضد إرادة التمزيق والتقسيم التي تتهدده فقط لأنك لا تتفق مع طريقة تدبير الملف اوالاستفراد به أو ترى في التظاهر إظهار لاجماع الهدف منه الهروب الى الأمام والتنفيس عن احتقان اجتماعي وسياسي ما.. وحتى إن كان هذا نسبيا صحيح فإن المؤامرة على الوطن واضحة ولا تتطلب كثيرا من بعد النظر للإدراك..
الديموقراطية الحقيقية والتوزيع العادل للثروة، محاربة الفساد واقتصاد الريع، فصل الثروة عن السياسة والسلطة، ضمان الحقوق والحريات هي السبيل الأمثل للطي النهائي لملف القضية الوطنية... دون أن يعني ذلك عندي أن أنتظر من يستفرد بالملف أن يقرر عني متى يجب أن أتحدث أو اصمت في قضية تخصني أيضا ولي فيها وجهة نظر مختلفة
التعليقات