$type=ticker$count=12$show=post$cols=3$cate=0

د. اسامة فوزي يكتب عن الملياردير المغربي الراحل الحاج الحسن جاخوخ

الملياردير المغربي الراحل الحاج الحسن جاخوخ  بقلم د اسامة فوزي * وعدته ان احصل له على تأشيرة زيارة لتكساس وان احجز له في فندق 3 نج...

الملياردير المغربي الراحل الحاج الحسن جاخوخ 

بقلم د اسامة فوزي *
وعدته ان احصل له على تأشيرة زيارة لتكساس وان احجز له في فندق 3 نجوم ( رخيص وابن ناس ) قرب بيتي في هيوستون حتى يقضي شهرا او شهرين لعل صحته تتحسن... وللمزيد من  التطمينات اخبرته عن اسعار الاقامة والاكل  في المدينة .. وكيف ان بامكانه ان يأكل وجبة كاملة في بوفيه صيني بخمسة دولارات فقط .. واذا كان من هواه اكل الهمبورجر فسعر ( بيغ ماك ) مع كاسة ببسي كبيرة في بعض المطاعم قد لا يزيد في فترة الظهيرة عن اربعة دولارات امريكية.
وتمغطت امامه كما تمغط  الملياردير اليوناني ( اوناسيس ) في ايامه الخالية وانا اتباهى بنزولي في فندق قريب من برج ايفيل ( فندق 3 نجوم برضو ) كان يسحب مني ثلاثمائة دولارا في الليلة الواحدة  موضحا لمحدثي اننا - نحن الاثرياء - القادمين من امريكا يمكن ان نتحمل الاسعار العالية للفنادق الفرنسية لان مدخولاتنا عالية قياسا بمرتبات ابناء المغرب العربي المتواضعة.
كل هذا وانا لا اعرف انني كنت اتحدث الى الملياردير المغربي الحاج الحسن جاخوخ الذي صنف مؤخرا كواحد من اغنى اغنياء العالم ... وكأمبراطور اليات الحفر العملاقة التي تعمل في اربع انحاء الارض للبحث عن النفط وتجريف الانهر والشواطيء والممرات المائية
حدث هذا قبل شهر واحد من الان في منزل صديقي البروفيسور مصطفى عزيز في باريس .. ولم يكن عزيز موجودا في ( القعدة )  .. عزيز ( ابو هادي ) انضم الينا بعد اكثر من ساعة ولما علم بمضمون ( العروض ) التي قدمتها للصديق المغربي كاد يغشى عليه من الضحك قبل ان يهمس في اذني : انت تتحدث الى الحاج الملياردير الحسن جاخوخ ... شو صابك يا ابو نضال .. ختيرت

والحكاية كلها تبدو كفيلم سينمائي

فقد توقفت قبل شهر ( ترانزيت ) في باريس لمدة خمسة ايام لزيارة صديقي البروفيسور مصطفى عزيز الذي جمعتني به صداقة طويلة وعمل يوم كان يقيم في نيويورك عام 1991 ويدير منها واحدة من كبريات الشركات الامريكية التي تعمل في تسويق النفط ... وعزيز - خارج مهنته - مثقف من طراز خاص .. يتقن 3 لغات ... ولغته عندما يتحدث او يكتب بالعربية تذكرك بالزمن الجميل للغة العربية ... والاهم من هذا ثقافته الواسعة ... كنت اشعر وانا اتحدث اليه واحاوره انني امام مدرس كبير يحيط بكل شيء .. كنز من المعلومات لا ينضب وفنان في لغة السرد والاخبار ... ولا احلى
عزيز - بعد هذا - مقاتل من نوع خاص ... فهو الذي دخل تاريخ القضاء الفرنسي الشهر الماضي من اوسع ابوابه عندما كسب قضية امام المحاكم الفرنسية ضد فيسبوك ستؤثر لاحقا على عمل هذا الموقع ومواقع التواصل الاجتماعي في اوروبا كلها
لم يكن عزيز - في اليوم الثالث للزيارة - في بيته ... فدلفت الى مكتبه الملحق بشقته التي تقع على مشارف القصر الفرنسي الرئاسي لاقعد مع ابنه ( ادم ) الذي تعلم المشي حبوا قبل 24 ساعة من وصولي الى باريس كما اخبرتني امه الرائعة السيدة جويل
وانا مع الاطفال بعمر عمنا ادم اتحول الى طفل ... بدأ ادم يحبو نحوي ثم يحاول الوقوف على قدميه رافعا يديه مندفعا باتجاهي وانا افعل مثله  فنقع كلانا على الارض ونحن نضحك .. قبل ان يغير ادم فجأة الاتجاه - في الشوط الثالث - فيندفع نحو رجل دلف الى الغرفة فاحتضنه بحنو بالغ ... قبل ان يمد يده الي مسلما ومعرفا بنفسه ... انا ( الحسن ) صديق الدكتور مصطفى
كان الرجل بسيطا للغاية متواضعا الى ابعد حد حتى في لباسه وهندامه ... جلسنا معا على كنبة واحدة وانا اظن ان الرجل من العائلة الكبيرة للدكتور مصطفى المقيمة معه في المنزل ... عرفته بنفسي متباهيا بحسن هندامي و ( ثروتي ) التي تنم عنها بدلتي الانيقة جدا وحذائي اللامع جدا ... قبل ان  استل من محفظتي - كما يفعل الاشخاص المهمون في العادة - بطاقة تعريف ( بزنس كارد ) تفصح عن هويتي الخطيرة كرئيس تحرير لجريدة عرب تايمز الامريكية
لم يبادلني الحاج الحسن بالمثل لانه - قطعا -  لا يحمل ( بزنس كارد ) مثلي ... وانما اكتفى بسؤالي عن الحياة في هيوستون وعن تكاليف الاقامة والعلاج فيها
تمغطت امامه وكأني نائب الرئيس اوباما المسئول عن ( اوباما كير ) .. وبدأت اتحدث من خياشيمي حتى ابدو مهما جدا امام مواطن مغربي بسيط من اقارب صديقي الدكتور عزيز ... فاخبرته عن اسعار الخضار في سوق هيوستون المركزي قياسا باسعارها في باريس ... حدثته عن المرتبات والمداخيل وطرق العلاج واسعاره .. حدثته عن الفنادق واسعارها متباهيا بالفندق 3 نجوم الذي كنت انزل فيه في باريس مقابل ثلاثمائة دولار لليلة الواحدة .. وكما يفعل المهمون عادة سحبت من جيبي هاتفي المتطور ( ايفون سته بلص ) لاريه جانبا من ( الباك يارد ) في منزلي بعد ان اخبرته اني اسكن في ريف هيوستون بين الاشجار المثمرة  والمياه الوافرة حيث امتلك مزرعة للدجاج و25 قطة وعشرات الثعابين التي تعيش حرة في المزرعة .. اطلعته على واحد منها غالبا ما يقف على عتبة بيتي صباحا فتمعن الحاج الحسن في الصورة وقال لي : هذا حنش .. نسميه في المغرب بالحنش .. فأجبته : هنا يسمونه كينغ سنيك .. او رات سنيك ... ويربيه المزارعون في بيوتهم لانه يقتل ويأكل الثعابين السامة
سألني الحاج الحسن عن المغاربة في امريكا ... فأطنبت في الحديث عنهم وعن حسن اخلاقهم وروعة مطاعمهم في هيوستون وسان فرانسيسكو ولوس انجلوس وفرجينيا وحدثته عن مطرب مغربي شاب اسمه نعمان الحلو عاش لفترة وجيزة في مطلع التسعينات في هيوستون  وغنى في مطعم لصديقي اللبناني المرحوم خالد الاسير ( شارلي ) قبل ان يعود  الى المغرب ليصبح من مشاهير المطربين ( الكلاسيكيين التراثيين ) فيها ...ثم حدثته عن صداقتي وعلاقتي بالبروفيسور مصطفى عزيز ( وكلاهما من جنوب المغرب )  بعد ان لمست مدى عمق العلاقة والصداقة والحب بين الاثنين
ومع اول ( نكتة ) وردت عفو الخاطر في حديثنا  عن شخصية ( كارلوس ) التي ابتدعها الدكتور عزيز في احدى مقالاته - وكان كارلوس فراشا في عرب تايمز - فقعنا - نحن الاثنين - من الضحك ... وانفتحتنا في الحديث والدردشة والحوار .. وانتعش الرجل الجالس امامي مرتكيا على الكنبة وقال انه يرغب بزيارة تكساس فعلا فوعدته ان استغل نفوذي لتأمين فيزا زيارة ( صحية ) له ( مع اني في الحقيقة لا امون حتى على شرطي امريكي بشريطة )  قبل ان اسأله ان كانت له ( شقة )  في باريس لان املاكه العقارية - ان وجدت - تكفي لضمان تاشيرة زيارة له في السفارة الامريكية في فرنسا .. ثم اردفت : ان كان هذا متعذرا ساصطحبك بنفسي الى السفارة لاكفلك بنفسي من باب اني صحفي وصاحب مؤسسة صحفية امريكية
وطالت الجلسة .. تحدثنا عن قضية فلسطين .. وعن الوضع العربي الحالي ... وعن المغرب  ودخل الرجل ببساطته وتلقائيته المغربية المحببة الى قلبي .. حتى شعرت اني اعرف الرجل منذ سنوات طويلة ... فانا من النوع الذي يصادق الاخرين - ممن يدخلون هواي - بسرعة الصاروخ .. واعادي من لا ( يخش ) مزاجي بالسرعة الصاروخية نفسها
حدثته عن علاقتي بنزار قباني ودريد لحام والشاعر المصري الكبير امل دنقل واحمد فؤاد نجم والشيخ امام  ومحمود السعدني وحسيب كيالي وصديقنا المشترك محمد المر رئيس البرلمان الحالي في الامارات وعشرات غيرهم من الشيوخ والامراء والوزراء والاثرياء الذين عرفتهم بحكم عملي .. وفقع من الضحك لما اخبرته بقصتي مع شيوخ الامارات ( تلاميذي ) وظروف طردي من ابو ظبي بعد اصطدامي بجماعة الاخوان وزعيمهم الشيخ سلطان بن كايد القاسمي ( المسجون حاليا في الامارات بتهمة تدبير انقلاب عسكري على الشيوخ ) ورويت له حكايتي مع الاردن والملك عبدالله ورئيس ديوانه باسم البهلوان ودعاوى الملكة رانيا القضائية ضدي في امريكا وملابسات طرد مدير جامعة الامارات صديقي الدكتور محمد نوري شفيق من منصبه لانه ضبط متلبسا بزيارة بيتي في الشارقة حيث كنت اقيم تحت حماية شيخها الدكتور سلطان القاسمي وصولا الى محاولة اغتيالي في هيوستون بأمر وقرار من ياسر عرفات
وقبل ان اطلب له ثالث فنجان قهوة واربت على كتفه مؤكدا له بانه اصبح صديقي وان صديق صديقي هو قطعا صديقي واني ساقف معه حتى ( يعالج ) في هيوستون دلف الغرفة الدكتور عزيز ... وبعد ان انحنى مقبلا راس الحاج الحسن ومتبادلا معه بعض التحايا باللهجة المغربية الغارقة في مغربيتها اشار الي قائلا للحاج الحسن : هذا صديقي الدكتور اسامة الذي حدثتك عنه
جلس الدكتور عزيز على الكنبة بيننا .. ولما عرف بمضمون ما دار بيننا من حوار ودردشة واطلع على جانب من ( العروض ) المغرية التي قدمتها لصديقه وضيفه ومنها الفندق ابو 3 نجوم في هيوستون والبوفيه الصيني ابو ال 5 دولارات فقع الدكتور عزيز من الضحك قبل ان  يهمس في اذني : شكلك ختيرت يا ابو نضال ... الحاج الحسن ملياردير ويعمل في شركاته اكثر من عشرين الف موظف منهم الاف المهندسين وتمتلك شركاته بواخر وفنادق وناقلات نفط والات حفر ولو فتشت عن اصحاب الفنادق التي تشير اليها في تكساس لربما وجدت أنه مساهم في بعضها
بعد ان انفض السامر ... وقفت وانا بالكاد احاول استيعاب ما حصل ... قبل ان امد يدي الى الحاج الحسن مودعا .. هامسا في اذنه : عرضي لا زال قائما .. اهلا بك في هيوستون
وقبل الحاج الحسن العرض ... فبعد ان سمعت بخبر وفاته يوم امس واتصلت بالدكتور عزيز معزيا .. قال لي الدكتور عزيز : عمي الحاج الحسن سأل عنك قبل وفاته اكثر من مرة وطلب ان نرتب له زيارة الى هيوستون تلبية لدعوتك وقد بدانا فعلا بالاجراءات قبل ان يصاب بنوبة مرض اخيرة ... ودع بعدها الحياة
رحم الله صديقي الطيب الحاج المغربي الحسن جاخوخ .. فقد اسعدني قبل وفاته بطيبته وحسن اخلاقه وحديثه الذي لا يمل وقدرته على ان يستوعب ( سماجتي ) وتظاهري امامه بالاهمية والثراء والخطورة
لقد شعرت اني فقدت صديقا اعرفه منذ سنوات طويلة .. قبل ان تبدأ صداقتنا فعلا

وشكرا لصديقي الدكتور مصطفى عزيز  وابنه الرائع الطفل ( ادم ) لانه عرفني بهذا المغربي  العصامي الطيب ... المغفور له الحاج الحسن جاخوخ

الى كل الذين عرفوا هذا الرجل ... وعملوا معه ... وصادقوه .. وحزنوا مثلي لوفاته
الف تعزية
انا لله وانا اليه راجعون

* عرب تايمز

التعليقات

الاسم

اخبار العالم,2028,اخبار العرب,1749,اخبار المغرب,6524,أرشيف,10,أسبانيا,4,اسبانيا,170,أستراليا,1,اسكوبار الصحراء,5,إضاءة,1,إطاليا,5,إعلام,308,إعلام فرنسي,5,إفريقيا,59,اقتصاد,986,أقلام,15,الإتحاد الأوروبي,6,الأخيرة,1,الأردن,1,الإمارات,3,الأمم المتحدة,19,البرازيل,11,الجزائر,299,السعودية,15,الصحة,118,الصين,25,ألعراق,1,العراق,4,الفضاء,1,القدس,4,ألمانيا,23,المراة,129,الملف,25,النمسا,1,ألهند,1,الهند,2,الولايات المتحدة الأمريكية,74,اليمن,23,إيران,45,ايطاليا,1,باكستان,1,برشلونة,1,بريطانيا,1,بلجيكا,7,بيئة,13,تاريخ,5,تحقيق,1,تحليل,2,تدوين,759,ترجمة,1,تركيا,19,تغريدات,31,تغريدة,6,تقارير,1305,تقرير صحفي,75,تونس,90,ثقافة,2,جنوب إفريقيا,4,جنين,1,حرية,388,حزب الله,9,حماس,1,حوارات,80,ذكرى,2,روسيا,76,رياضة,374,زاوية نظر,41,زلزال الحوز,75,سوريا,14,سوسيال ميديا,15,سوشال ميديا,15,سياحة,1,سينما,28,شؤون ثقافية,444,صحافة,87,صحة,579,صوت,1,صوت و صورة,910,طاقة,25,طقس,1,عالم السيارات,1,عداد البنزين,5,عزة,1,علوم و تكنولوجيا,314,عناوين الصحف,322,غزة,81,فرنسا,180,فلسطين,4,فلسطين المحتلة,604,فنون,242,قطر,2,كاريكاتير,9,كأس العالم,108,كتاب الراي,1929,كولومبيا,1,لبنان,21,ليبيا,34,مجتمع,1253,مجنمع,10,مختارات,128,مدونات,5,مسرح,6,مشاهير,1,مصر,7,مغاربي,1045,ملف سامير,8,ملفات,53,منوعات,410,موريتانيا,16,مونديال,1,نقارير,2,نقرة على الفايس بوك,1,نيكاراغوا,1,
rtl
item
الغربال أنفو | موقع إخباري: د. اسامة فوزي يكتب عن الملياردير المغربي الراحل الحاج الحسن جاخوخ
د. اسامة فوزي يكتب عن الملياردير المغربي الراحل الحاج الحسن جاخوخ
http://1.bp.blogspot.com/-ktVp4i0bedE/VYB6TyJ6mBI/AAAAAAAATP8/vwes-KOuZFk/s1600/00019094_converted.jpg
http://1.bp.blogspot.com/-ktVp4i0bedE/VYB6TyJ6mBI/AAAAAAAATP8/vwes-KOuZFk/s72-c/00019094_converted.jpg
الغربال أنفو | موقع إخباري
https://www.alghirbal.info/2015/06/blog-post32CC.html
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/2015/06/blog-post32CC.html
true
9159330962207536131
UTF-8
تحميل جميع الموضوعات لم يتم إيجاد اي موضوع عرض المزيد التفاصيل الرد الغاء الرد مسح بواسطة الرئيسية بقية أجزاء المقال: موضوع العرض الكامل مقالات في نفس الوسم قسم أرشيق المدونة بحث جميع الموضوعات لم يتم العثور على اي موضوع الرجوع الى الصفحة الرئيسية الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت شمس اثنين ثلاثاء اربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دجنبر يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دحنبر في هذه اللحظة 1 منذ دقيقة $$1$$ منذ دقيقة 1 منذ ساعة $$1$$ منذ ساعة أمس $$1$$ منذ يوم $$1$$ منذ ساعة منذ أكثر من 5 أسابيع متابعون يتبع هذا المقال المميز مقفل لمواصلة القراءة.. أولا شاركه على: ثانيا: انقر فوق الرابط الموجود على الشبكة الاجتماعية التي شاركت معها المقال انسخ كل الأكواد Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy عناوين رئيسية